كُلّما حلّت علينا هذه الذكرى الغالية - ذكرى اليوم الوطني المجيد - يرجعُ بنِا التاريخ إلى الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى من عام 1351هـ، اليوم الذي تم الإعلان فيه عن توحيدِ البلادِ تتويجاً لجهود القائد المُلهم والبطل المقدام الذي تجسّدت في شخصيته معاني القيادةٍ والريادة - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. فالتاريخ يصنعهُ الأفذاذُ من الرجال، وهكذا كان يرحمه الله، فقد صنع ميلادَ دولةٍ قويةٍ بعقيدتها، مترابطةٍ بين أطرافها، متآخية بين أبنائها، بعد أن لملم شتاتها ووحّد كلمتها وأرسى قواعدها.
ومثلّت تلك الأسس منصة الانطلاق لمسيرة التنمية والتقدم والازدهار على مر العهود التي خلت، طارقةً كلَّ باب إلى أن حل عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمد الله في عمره، لتشهد البلاد في عهده الميمون وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - قفزاتٍ عملاقةً في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والصناعية والبُنى التحتيـة، وهي إنجازات لا تحتاج إلى كثير بيان ولا خُطبٍ عصماء، بل هي تتحدث عن نفسها على أرض الواقع، لا تخطئها عينٌ مُبصرة ولا قلبٌ بصير. وتُجسّدُ لنا مبدأ ونهج القيادة الرشيدة حيث الأفعالُ لا الأقوال، دلالةٌ على العزيمة الصادقة والهِمة العالية، وهكذا تُبنى حضارات الأمم، وهكذا كان عزم الحكومة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في رسم خارطة طريق عبر رؤية المملكة 2030 لتنتقل من خلالها بلادنا الغالية إلى مصاف الدول المتقدمة وتأخذ مكانها اللائق بها وبشعبها بين الأمم.
إن الحديث عن اليوم الوطني، هو حديثٌ ذو شجون ولا يمكن أن تفيه الكلمات مهما طالت وعظُمت، وإنني لأغتنم هـذه المناسبـة العزيزة، لأرفع أصالةً عن نفسي وإنابة ً عن كافة منسوبي شركة السلام لصناعة الطيران أسمى آيات التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين وأفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل، سائلاً الله تعالى المزيد من التقدم والازدهار لبلادنا الغاليـة في ظل قيادتها الرشيـدة.
** **
م. عبدالمحسن بن محمود جنيد - الرئيس التنفيذي لشركة السلام لصناعة الطيران