تأتي ذكرى اليوم الوطني لهذه البلاد الغالية لنستذكر تلك الملحمة العظيمة التي سطرها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لنتعلم من سيرته ونقتفي أثره ونجعل من شخصيته الفريدة منهجاً لنا ولأجيالنا القادمة.
إن احتفالنا بهذه الذكرى الغالية يجب أن يترجم إلى مشاعر صادقة ومبادرات واعدة نخدم من خلالها هذا الوطن الغالي. لقد قدم لنا مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أنموذجاً في الصمود والإصرار نحو الطموحات الشاهقة متسلحاً بسلاح التوحيد ثم بعزيمة رجاله الأوفياء.
إن أعظم المبادئ التي انطلق منها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعد التوكل على الله عز وجل هي قناعته بأن الطموح لا سقف له وأن المستحيل لا وجود له في قاموس العظماء.
لقد كان الأول من الميزان قبل 91 عاماً نقطة تحول في التاريخ الحديث، حيث أعلن الملك المؤسس عن توحيد هذا الكيان العظيم باسم المملكة العربية السعودية لتبدأ بذلك مرحلة البناء والتي تمثل مرحلة التحدي لتحويل هذه الصحراء القاحلة إلى دولة فرضت موقعها بين أهم دول العالم.
لقد كان من أهم أولويات هذه الدولة مواكبة التطور بجميع مجالاته مما يضمن رفاهية المواطن أينما كان. ولعل من أهم المجالات التي كان في مقدمة أولويات حكومتنا الرشيدة هو مجال الاتصالات وتقنية المعلومات الذي استطاعت المملكة من خلاله تحويل البيئة المجتمعية فيها إلى بيئة رقمية والوصول إلى الهدف الرئيس وهو التحول الرقمي وتفعيل الحكومة الإلكترونية، وقد رأينا هذا الهدف متحققاً على أرض الواقع من خلال وصول المملكة إلى مراكز متقدمة على مستوى العالم في مجال التعاملات الإلكترونية، حيث بات المواطن باستطاعته إنهاء أغلب معاملاته إلكترونياً وبدون الحاجة إلى زيارة المنشأة الحكومية.
وما زلنا نشهد يوماً بعد يوم مبادرات رقمية جعلت من هذا الوطن القدوة والمثل الأعلى للكثير من الدول في هذا المجال.
حفظ الله هذا الوطن الغالي بحفظه وجعله ملاذاً آمناً لكل مواطن على هذه الأرض بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين.
** **
خالد بن سليمان الحربش - (عضو مجلس أهالي الرس)