تحل على الشعب السعودي ذكرى مناسبة اليوم الوطني 91 برهاناً ساطعاً على أصالة التأسيس، ودليلاً على قوة التلاحم، ومتانة الوفاء؛ لما حققه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ورجاله المخلصون الذين أسهموا في تأسيس وحدة وطنية ضاربة في المجد، لم ير التاريخ الحديث لها مثيلاً من حيث طريقة بنائها المؤسَّس على هدى من الله ورضوان، إذ تحتضن بقعتين مقدستين في الإسلام، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، يقوم على خدمتهما بشرف وعزة ملك الحزم سلمان وإخوانه قبله -رحمهم الله جميعا-. وحدة وطنية تجسدت في دولة تتوسط العالم الإسلامي مكاناً، وتتقدمه مكانة، وترفع علماً خفاقاً تتوسطه (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، راية لا تُنَكس أبداً. وتمر علينا هذه الذكرى الخالدة لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله -جل وعلا- أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد -إن شاء الله- من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن.
** **
د.إبراهيم بن حمود المشيقح - عضو لجنة أهالي مدينة بريدة