اليوم الوطني هو ذلك اليوم المشهود، الذي يذكِّرنا بالملك عبدالعزيز ورجاله، اليوم الذي بارك الله فيه لأهل هذه البلاد ولجميع المسلمين، اليوم الذي تقاربتْ فيه القلوب، بعد أن كانت متنافرة متحاربة، وتوحَّدت فيه الغايات، والأهداف، وتحققتْ فيه، دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
إنه ذلك اليوم الذي حِيزت فيه الدنيا للمواطن السعودي حتى المقيم فيها بحذافيرها، فقد أصبح الكل آمنًا في سِربه مُعَافًى في جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، وتحقق ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).
وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل موحِّد البلاد الرحمة المهداة من خالق الأرض والسماوات، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، لسكان هذه البلاد حاضرة وبادية.
الذي جمع القبائل المتناحرة، والمدن المتقاتلة على تقوى من الله، حتى صاروا على قلب رجل واحد، وتحوَّلوا إلى قبائل، وجماعات متحابين بالله، يتراحمون فيما بينهم، يكرم بعضهم بعضًا، ويساعد غنيهم فقيرهم، ويعتقون رقاب أسيرهم، تجمعهم المساجد، والجوامع، ويلتقون بالحرمين الشريفين، ويستقبلون قبلة واحدة، هي الكعبة المشرفة، يصلون خلف إمام واحد، لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، الإسلام دينهم والجنة هدفهم، وأبناؤهم تجمعهم المدارس، والجامعات، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية، لا فرق بينهم إلا بالجد والاجتهاد.
وبفضل الملك عبدالعزيز وأبنائه الميامين، حكام هذه البلاد، والذين تخرجوا من جامعة الملك عبدالعزيز، وتربوا على منهج الدين الإسلامي الصحيح، صارت المملكة العربية السعودية، ومن ذلك اليوم التاريخي، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك، سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، جنة الله في أرضه، وماوى للمسلمين، الكل يتمنى أن يعيش فيها، حتى المقيم الذي يعمل فيها، صار يفضلها على بلاده ومسقط رأسه.
ولا تزال المملكة العربية السعودية، من ذلك اليوم المجيد الذي تألفتْ فيه القلوب، وهي مركز إشعاع لنشر الرسالة المحمدية، التي أُرسل بها سيد المرسلين، محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسلام.
نسأل الله أن يديم الأمن والأمان لهذه البلاد، وأن يحفظ حكامها وأهلها ليكونوا كما كانوا دعاة للسلم والسلام، إنه سميع مجيب.
** **
علي بن محمد إبراهيم الربدي - القصيم/ بريدة