نحتفل بذكرى اليوم الوطني الـ 91، وكلنا اعتزاز بما حققته بلادنا من نهضة تنموية واقتصادية واجتماعية عظيمة، نباهي بها كبريات الدول ونفاخر بها الشعوب.
كانت المملكة وما زالت عنواناً ونموذجاً للبناء والنماء والاستقرار، حيث سخر الله لها قيادة حكيمة، منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- مروراً بعهود أبنائه البررة من بعده، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عهد العزم والحزم، عهد الرؤية الواعدة والمستقبل الأخضر.
وتستمر مسيرة البناء والبذل والعطاء بإنجازات تتوالى تباعاً، وما ترؤس المملكة لقمة مجموعة العشرين، والقرارات التي نتجت عنها، إلا دليل على علو كعب بلادنا وريادتها على الصعيد الاقتصادي والتنموي العالمي، ومنعطف إستراتيجي في طريقها إلى تعزيز موقعها على خارطة الدول المتقدمة.
ولقد ضربت المملكة المثال الأروع في محاصرتها للفساد وصيانة المال العام، فما أعلنت عنه «نزاهة» وما زالت من نتائج لتحقيقاتها، يضعنا أمام إحدى أبلغ صور الحزم في مواجهة بؤر الفساد المالي والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن.
كما شكل إعلان سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عن برنامج «شريك السعودية» بما تضمنه من إنفاق تريليوني خلال السنوات العشر القادمة، أفقاً جديداً يلقي بالمسؤولية الوطنية على عاتق القطاع الخاص السعودي، في مواكبة خطط الدولة في رفد الاستثمارات، من خلال الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة والقطاعات الحكومية بما يتسق مع متطلبات وأهداف التنمية في بلادنا لتنويع مصادر الدخل وخلق فرص العمل للمواطنين والإسهام بنسبة أكبر في الناتج المحلي الإجمالي في ضوء مرتكزات وأهداف رؤية المملكة 2030 .
لقد حجزت المملكة العربية السعودية مكانها الذي يليق بها بين دول العالم الأول في رحلتها نحو المستقبل الأجمل، متسلحة بحكمة قيادتها وطموح أبنائها الذي شمروا عن سواعدهم، لاستكمال ملحمة البناء، يحركهم صدق الولاء والانتماء، ويدفعهم الوفاء لوطن الإباء، وطن نهلوا من معينه حتى نضج الغراس وحان موسم الحصاد.
حفظ الله المملكة, قيادتها وشعبها، وكل عام والوطن بخير ومن نماء إلى نماء.