تأتي مناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ91 للمملكة، ووطننا يزداد نموًا وتطورًا وازدهارًا في جميع المجالات، نعيش حاضره الزاهر، ونستذكر ماضيه المجيد في ظل قيادتنا الحكيمة التي ترسم خططها ورؤاها بمستقبل مشرق ليبقى وطننا كما هو شامخًا شموخ جبال طويق، وسامقًا سموق أشجار نخيل الأحساء التي تعانق السماء، فاهتمت الدولة -أيدها الله- منذ نشأتها باتخاذ منهج بدأه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- بأن يبقى الإنسان هو الأساس الذي يُرتكز عليه من أجل ارتقاء الوطن، ومن ذلك الاهتمام بعملية التشجير، وزيادة المساحات الخضراء، والحفاظ على البيئة، التي تجد اهتمامًا كبيرًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- ولا أدل على ذلك الاهتمام من المبادرتين اللتين أعلن عنهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء أواخر مارس الماضي، وحظيتا بتفاعل عالمي كبير، والمتمثلة في مبادرة «السعودية الخضراء» ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» والتي ستتوج باستضافة العاصمة الرياض خلال أكتوبر القادم النُسخة الافتتاحية لـ»منتدى مبادرة السعودية الخضراء» و»قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، انطلاقًا من دور المملكة الريادي في الحفاظ على المناخ ودعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الرئيسية المرتبطة بالبيئة، وتستهدفان زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10 % من الإسهامات العالمية، كما أن وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة قد أطلقت العديد من المبادرات ذات الشأن نفسه، ومنها المرحلة الأولى من مبادرة حملة التشجر والتنمية المستدامة للمراعي والغابات، والتي تعد أحد مبادرات برنامج التحول الوطني، التي تأتي تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030 في حماية البيئة والموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، وتهدف إلى الحد من ظاهرة التصحر، واستعادة التنوع الأحيائي والتوازن البيئي، والوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد المائية من خلال تغطية 60 % من المياه المستخدمة لهذه المبادرة من مياه الصرف الصحي المعالجة، كما أولت الوزارة اهتمامًا في تحقيق المشاركة المجتمعية في استزراع النباتات المحلية لتعزيز الوعي البيئي، من خلال دعوة عدد من الجهات الحكومة والخاصة والجمعيات التطوعية والأفراد إلى زراعة أكثر من 2 مليون شجرة، وكانت قد أطلقت مبادرة التنمية المستدامة للمراعي والغابات والتي قامت فيها بزراعة 6 ملايين شجرة خلال الفترة من أكتوبر 2019 وحتى أبريل 2020، وزراعة 12 مليون شجرة حتى نهاية عام 2020 في عدد من مناطق المملكة، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات لضمان بيئة وموارد طبيعية مستدامة ضمن منظومة البرنامج من خلال مشروعات تنموية تحقق ما تصبو إليه رؤية المملكة2030، كما أطلقت محمية الملك عبدالعزيز الملكية، المرحلة الأولى من حملة تشجير المحمية في أبريل الماضي، بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والتي تهدف إلى تشجير المحمية بزراعة 100 ألف شتلة حيث يتكون مشروع التشجير في المحمية من 7 مراحل، تستهدف زراعة 500 ألف شتلة، والتي تأتي كمبادرة تعاون بين القطاعات ذات العلاقة بالبيئة ممثلة بالأمن البيئي، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ومحمية الملك عبدالعزيز الملكية، من أجل تعزيز التكامل بينها للمحافظة على البيئة، وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي، وتحقيق استدامته، ومكافحة التصحر في المملكة.
إننا كمسؤولين في اللجان التطوعية ذات الاهتمام بالمساحات الخضراء نُدرك ما تُعاني منه البيئة المحلية حاليًا من نقص في الغطاء النباتي بسبب الرعي الجائر، وزيادة أعداد الماشية، إضافةً إلى ضعف الوعي العام بشأن المكتسبات البيئية وأهميتها للحياة اليومية، وبالتالي فقد حرصنا من خلال خططنا وبرامجنا إلى المساهمة في حماية البيئة، والحد من التلوث، واستعادة الغطاء النباتي، والوصول إلى بيئة وموارد مستدامة تحقق الأمن المائي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، نسأل أن يديم على بلادنا أمنها، وإيمانها، وأمانها، وأن يكلأ قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين برعايته وحفظه وتوفيقه، ونسأله جل شأنه أن يعيد علينا هذه المناسبة الوطنية المجيدة والجميع ينعم بمزيد الأمن ووافر التقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة.
** **
د. عبدالله بن سليمان الفهد - رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة في محافظة الزلفي
@abdulahalfahad