سليمان بن صالح المطرودي
اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى عابرة، أو تاريخ ضمن أوراق الأجندة؛ بل هو يوم ذكرى توحيد البلاد، وذكرى رجال وأبطال ووقفات وأفعال وتضحيات، وانطلاقة لبنات التشييد والبناء، نحو العز والمجد والريادة.
في اليوم الوطني وقفة مع لبنات البناء والنماء والتشييد والتطوير في مختلف أرجاء الوطن، والانطلاق نحو المستقبل بكل حزم وعزم، ليؤكد للجميع أن الوطن في عيون جميع أبناء الوطن، قيادة وحكومة وشعبًا.
مر ويمر وطننا بالعديد من الأزمات المختلفة، إلا أنه تجاوزها بنجاح، بل نجحنا في تحويل الأزمات إلى منح وفرص لتحقيق نجاحات مذهلة، وهذا بفضل من الله ثم بما يُتخذ من سياسات وتدابير ومبادرات وبرامج حازمة، لإعادة الأمور لنصابها، وهو ما تحقق -ولله الحمد- وهذا يؤكد أن العمل المؤسسي الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة، والسير عبر منهجية جادة ورؤية واضحة، يأتي بثماره ويوصل لشاطئ الأمان، وفق إستراتيجية محسوبة الخطوات، وتحبس الأنفاس.
ومن ذلك إدارة أزمة جائحة كورونا بكل فاعلية واقتدار؛ وأصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم، ووجهة رئيسة للاستفادة منها في إدارة الأزمات، والقدرة على احتوائها، وسرعة اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب للسيطرة على الوباء والحفاظ على الإنسان ومقدرات المملكة.
نعيش اليوم الذكرى الحادية والتسعون، إلا أننا نتنفس ذكرى غد مشرق طموحه عنان السماء، بما نعيشه من قرارات وبرامج وخطط، تحتويها رؤية المملكة (2030) ذات المحاور الواضحة؛ من مجتمع حيوي بقيمة راسخة، وبيئة عامرة، وبنيان متين، واقتصاد مزدهر، بفرص مثمرة، وتنافسية جاذبة، واستثمارات فاعلة، وموقع مستغل، ووطن طموح، بحكومة فاعلة، ومواطن مسؤول، عبر أهداف محددة، لتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتمكين حياة عامرة وصحية، وتنمية وتنويع الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف، وتعزيز فاعلية الحكومة، وتمكين المسؤولية الاجتماعية، تتحقق -بإذن الله- عبر برامج عملية فاعلة، ومؤشرات متابعة وتقييم ومراجعة منضبطة.
إن مواطني هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية، يثقون بقيادتهم، ومستعدون لتحمل أي أعباء لصالح وطنهم، ويقدمون أرواحهم قبل أموالهم وممتلكاتهم من أجل وطنهم في ظل قيادته الرشيدة؛ حيث أنهم بصوت واحد قالوا سمعًا وطاعة، ونحن جميعًا يد واحدة لتحقيق رؤية طموحة، لتكون حقيقة في موعدها 2030 بل قبل ذلك، فكل المؤشرات مبشرات بتحقق ذلك - بحمد الله-.
ذكرى اليوم الوطني، هي حب ووفاء وانتماء وولاء؛ لكل مواطن سعودي.
وتبقى المملكة العربية السعودية داراً لنا، وحضناً دافئاً، وأماً رؤوماً للجميع، ننعم بها بالأمن والأمان والخير العميم -بإذن الله تعالى-.
حفظ الله بلادنا، ووفق قيادتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وألبسه ثياب الصحة والعافية، وأمد بعمره وشد عضده بسمو ولي عهده الأمين الابن البار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله ووفقهما لكل خير، وجعلهما مباركين مسددين-.