لكل بلدٍ، يومُه الوطني الذي يحتفي به كلَّ عام.
لكن يومَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الوطني يومٌ له قدرُه المختلف.
فهو يجسّدُ ملحمةَ تأريخٍ تجذّرت وتأصّلت في قلبِ كلِّ مواطن.
ليسردَ لنا قصةَ استعادةِ حكْم وهمَّة ملوك ورؤيةَ هُمام وبناءَ هيبةِ وطن.
شمسٌ وتُشرِقُ من إطلالِكَ الحَسَنِ
أنا المفاخرُ: ذا ديني وذا وطني
في يومِ عيدِك جاء البِشْرُ في نغمٍ
فيومُ عيدِك يومٌ من رؤى عَدَنِ
فمنْ رحابِك شعَّ النّورُ مبتهجًا
ومنْ ربوعِك دامَ العِزُّ في الزمَنِ
إني رأيتُك في الآفاقِ مُبتهجًا
نجْمًا تلألأَ في سهْلٍ وفي حَزَنِ
وقد علِمتُ بأن الأرضَ لو نطَقتْ
لأطرَبتْ أُمَمًا من لحْنِك الهَتِنِ
فما رأيتُ بلادًا ذاتَ أشرعةٍ
تموجُ مثلَك في زاهٍ من المُزُنِ
إلاّك يا وطني يا جنّةً عَبقَتْ
ففيك أطهرُ بيتٍ في الزّمان سني
وفيك طيْبةُ ما أندى نسائِمَها
منْ طِيبِها حلَّقَ الإسلامُ للعلَنِ
وقامَ عبدُ العزيز العزِّ في شِمَمٍ
يُرسي الدّعائمَ كالأعضاءِ في البدَنِ
إلى الرياضِ سرى ليلاً فأسرَجَها
فَتْحاً مشَتْ في مداهُ سائرُ المُدُنِ
وجاء من بعْدُ أبناءٌ فورَّثَهم
تاجَ الملوكِ ونصرَ الحقِّ والسَّنَنِ
فهلَّ سلمانُ في عزمٍ ورايتُه
حزْمٌ على كلِّ ذي بغيٍ ومُحتَقَنِ
فعزّزَ الأمنَ أعطى الحقَّ صاحبَه
وكان عوْناً لمنْ يشكو من المِحَنِ
مُعضَّداً بوليّ العهْدِ فى ثقةٍ
محمدٍ مَنْ سما في سَمْتِ مُتّزِنِ
مَنْ شقَّ فينا طريقًا للعُلى ورَقى
برؤيةٍ يحتَذيها كلَّ ذي فِطَنِ
لك المهابةُ يا فخرًا لأمّتِه
فسِر بنا نحن جنْدُ الموقفِ الخَشِنِ
نحنُ البواسلُ إنْ داعٍ أهابَ بنا
نهبُّ كالأُسْدِ لم نَجبُنْ ولم نَهُنِ
وندفعُ الضّيْمَ إنْ كفٌّ تحاولُهُ
ونُسرِجُ المجْدَ في الأفاقِ والقِنَنِ
كمْ حاولتْ أُمَمٌ تُثنيك يا وطني
فكنت كالسّيفِ تُدمي كلّ ذي فِتَنِ
فصرتَ يا حبَّنا سُكنى لأفئدةٍ
تهوي إليك فلمْ تبخَلْ ولمْ تَشِنِ
وعمَّ خيرُك في الدّنيا مشارِقَها
حتَّى مغارِبَها يُمْنًا بلا مِنَنِ
فكنتَ بلسمَ أوجاعٍ لِمَن فقدوا
حِضْنًا فكنتَ لهمْ أكنافَ مُحتَضِنِ
تسيرُ في تُؤَدٍ تمضي على أُسُسٍ
أما البغاةُ فهم في عالمٍ أَسِنِ
ظنّوك يا وطني صيدًا لآلتِهم
فكنت صيّادَهمْ بالمنْهجِ المَرِنِ
تزهو لأنَّك في الأكوانِ كوكبُهم
وهم تهاووا إلى القيعانِ في العطَنِ
إنّي أُفدِّيك بالرّوحِ التي عَشَقتْ
أمجادَك الغُرَّ يا روحي ويا بَدَني
وقد نذرتُ بأنْ أحميكَ يا وطناً
يفديهِ قلبي وهلْ كالقلبِ من ثَمَنِ
يظلُّ وَسْمُك في عيْنيّ مُؤتلِقًا
أهيمُ فيه وإنْ أُدْرِجْتُ في كفَنِ
** **
- شعر: د.سالم بن محمد المالك