التشفير عملية تحويل (محتوى) منتج ما لمادة غير قابلة للقراءة للمشاهدة للتداول... إلا بمفتاح سري! تشفير مباريات كرة القدم السعودية (الدوري المنتخب ومباريات الأندية بدوري أبطال آسيا) بتوقيت أزمة عالمية اقتصادية كالتي نعيشها حاليًا ويعاني منها الأفراد والكيانات من وراء تفشي فيروس كورونا شكّل صدمة وأفرز تساؤلات أهمها: هل هذا هو التوقيت (الصحي) للبدء بخطوة انتقالية كهذه (ادفع لتشاهد)!؟ علمًا بأن شريحة عريضة من الناس لن تتبع خطوة كهذه إذا قيست بالتوازي مع الصرف باتجاه الضروريات؛ كما أنها تندرج تحت بند الكماليات/الترفيه!
كرة القدم حق مشروع للجميع فقيرًا وغنيًا لعبة الشغوفين؛ الشغف شعور لا يباع ولا يُشترى وغير قابل للاستغلال التجاري! التشفير قتل الشغف وأفسد متعة متابعة اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية بالعالم بتوقيت غير حيوي! وإذا كان سمو سيدي ولي العهد قد نادى بإتاحة الدوري السعودي للمواطن بالمجان فمن أنتم لتشفروه؟! خطوة كهذه بتوقيت (مخنوق) اقتصاديًا كان يمكن أن تكون ذات جدوى لو تم تأجيلها لما بعد انتهاء الجائحة! وضعها الآن كخيار إجباري له مضاره/سلبياته: الإضرار بالمنتج الحيوي الكبير الذي اخترته للتسويق (الدوري السعودي) المتابع على كافة الأصعدة محليًا وإقليميًا وتقييده (بالحصرية) مع ما يعنيه من حصر المشاهدة على فئة بعينها، وما يعنيه من تواجد جوقة من النجوم أوروبية/لاتينية/عربية ومحلية ومدربين كبار عالميين وملايين تدفع هنا وهناك وحصرها تحت بند المحدودية والحصرية! التشفير كإستراتيجية حاليًا لن يؤتي ثماره؛ وجد بتوقيت غير مرحب به مع آليات بعيدة عن الاحترافية والمهنية والجودة العالية! كما أنه ليس حلاً نهائياً/فعالاً لمشاكل/ديون الأندية، جزء من كل من روافد الضخ المالي بدءًا من دعم الحكومة ومداخيل الأندية من عقود الرعاية....! كم كان الأمر يبدو حزينًا ومشهد تناقل الأغلبية روابط مشاهدة مباريات (المنتخب) والأندية التي تمثل الوطن قاريًا عبر الإنترنت وكأن كرة القدم تخضع للتميز الطبقي!
كان يمكن لفكرة كهذه بأن تكون إيجابية أكثر لو تمت مناقشة جدواها بين محورين هل أنا كناقل حصري أهتم بمسألة إقناع المشاهد بعمل احترافي مهني مميز بتوقيته؟ أم أن تركيزي إجباره على الاشتراك فقط وبأي شكل؟! المسألة الأخرى (المضمون) هل المحتوى ذو جودة/جدوى بشكل يجعل الأغلب يقدم على خطوة كهذه تضيف ولا تضر؟! هل آليات التشفير مناسبة توازيًا مع أسعار الاشتراك؟! الواقع يقول العكس فالتذمر هو عنوان الموقف والكثير اختبر صبره أكثر من مرة مع حساب العملاء وشكاوي انقطاع البث!
التشفير وحده لن يحقق المعجزات ولن يرفع مستوى الأداء ولن يزيد من احترافية أندية بحاجة لما هو أكبر من قيمة عوائد نقل تلفزيوني؛ أندية تحتاج البدء بالتخصيص وهذا توقيته! الدوري السعودي قبلة عشاق كرة القدم من الماء للماء فلا نحصره (نقتله) بالمحدودية والتشفير!
** **
- هيا الغامدي