عبدالله العمري
من حق الجماهير الرائدية أن تحتفل وتتغنى كثيراً بعد (الخماسية) التاريخية التي حققها فريقهم سفير القصيم وزعيمها ضد منافسهم التقليدي التعاون لأسباب كثيرة، ولعل أبرزها وأهمها أن الرائد بهذا الفوز التاريخي أكد مجدداً علو كعبه الدائم على التعاون منذ تأسيس الفريقين والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة لا يمكن حصرها أو تقديمها في هذا المقال.
وفيه أيضًا تأكيد على أن الرائد مهما عصفت به الظروف والمشاكل إلا أنه قادر على كسب التعاون والتفوق عليه وبخماسية تاريخية ستتذكرها جماهير الفريقين كثيراً.
ومن الأسباب أن التعاون في السنوات الخمس الماضية كان يعيش أوضاعاً إدارية أفضل من الرائد بمراحل كثيرة، هذا الاستقرار والدعم المادي المعروف الذي حصل عليه التعاون جعله أكثر قوة من الرائد في أكثر من موسم.
أفضلية واستقرار التعاون التي يعيشها جعلت جميع الترشيحات تؤكد أن الغلبة ستكون له أمام الرائد، لكن الذين يعرفون التاريخ جيداً لم ينساقوا خلف هذه الترشيحات بسبب أن تاريخ مواجهات الفريقين الكفة دائماً في صالح رائد التحدي، ومباراة المطر الشهيرة التي ظلت تتذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل خير شاهد على أن الرائد دائماً هو صاحب الكلمة الأقوى عندما يكون خصمه التعاون.
لا يخفى على الجميع أن التعاون في السنوات الأخيرة حصل على دعم مادي كبير جداً لو قدر وحصل الرائد على بعض منه لحقق إنجازات أكبر مما يتخيله أو يتصوره البعض.
التفوق التعاوني المؤقت الذي حققه في آخر المواسم جعل البعض يحاول عبثاً أن يقلل من قيمة الرائد ووجوده متناسين أن الرائد هو سفير القصيم الدائم مع الكبار وأنه واحد من أكثر الفرق مشاركة بدوري المحترفين بجانب فرق الهلال والنصر والشباب والاتحاد والأهلي، وهو تميز يؤكد أن الرائد له تاريخ مميز مع الكبار يصعب طمسه بسهولة.
الرائديون يعرفون جيداً كيف يعيدون كتابة وصياغة التاريخ بشكل متقن كلما شعروا أن هناك من يعبث بتاريخ ناديهم، وقادرين أيضًا على إعادة كل شيء لوضعه الطبيعي.
فكما نجحوا في السابق في كتابة تاريخ جديد للكرة القصيمية بعد فوزهم بمباراة المطر الشهيرة أمام منافسهم التقليدي التعاون الذي كان يملك حظوظاً أقوى من الرائد بمراحل في تلك الفترة.
اليوم يعودون من الباب نفسه ويحققون فوزًا تاريخياً (بخماسية) على جارهم التعاون في دوري هو الأقوى على مستوى الشرق الأوسط ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة من الخليج للمحيط، لكي يؤكدوا للجميع أن الكرة القصيمية لها سفير وزعيم واحد هو رائد التحدي.
ما تحقق للرائد من انتصار تاريخي فيه تجديد للزعامة الرائدية الدائمة على التعاون، وتأكيد على أن كعبه سيظل عاليًا على منافسه التعاون حتى وإن حظي بدعم مادي مختلف عن الرائد.
ولعل الأهم على الرائديين خلال الفترة المقبلة أن ينسوا ما تحقق لفريقهم أمام التعاون، وأن يركزوا على دعم نجوم فريقهم خلال ما تبقى من منافسات الدوري.
ففوزهم على منافسهم التقليدي التعاون ليس بجديد فقد اعتادوا عليه كثيراً.
فما حدث بمباراة (الخماسية) التاريخية التي رسمها نجوم رائد التحدي في شباك التعاون، هو فقط ترتيب لأوراق المنافسة بين الفريقين وإعادة كل فريق لوضعه الطبيعي والحقيقي.