سمر المقرن
لم استغرب وجود مفاجأة أبداً، بالتزامن مع أعظم يوم في تاريخ المملكة اليوم الوطني السعودي رقم 91 الذي يأتي هذا العام تحت شعار «هي لنا دار»، أن يُطلق «صانع الغد» سمو الأمير محمد بن سلمان برنامج تنمية القدرات البشرية في إطار رؤية 2030 لتعزيز قدرات البلاد فهو يمثل إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز القدرات البشرية الوطنية محليا وعالميا. إذ تحتوي خطة البرنامج على 89 مبادرة بغرض تحقيق 16 هدفاً من أهداف رؤية المملكة 2030 وتعتمد إستراتيجية البرنامج على ثلاث دعائم أساسية هي: إتاحة فرص التعلم مدى الحياة لزيادة معدلات التوظيف للمواطنين، وتمكين المبدعين ورواد الأعمال من أجل بناء مواطن يمتلك القدرات والمهارات اللازمة لسوق العمل الحالي والمستقبلي محلياً وعالمياً، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محليًا وعالميًا وتطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع.
تم تطوير البرنامج ليلبي احتياجات وطموح جميع شرائح المجتمع بجميع الفئات والأعمار، من خلال الاهتمام بتنمية القدرات البشرية من مرحلة الطفولة المبكرة حتى الوصول لسوق العمل، البداية من رياض الأطفال وزيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال من 23 في المائة إلى 90 في المائة ودخول جامعتين سعوديتين ضمن أفضل 100 جامعة دراسية في العالم، بحلول عام 2030.
وأدرك صانع الغد» بفطنته وذكائه أهمية الاعتماد على رأس المال البشري من خلال البرنامج الذي يشمل كل أدوات تطوير القدرات وتنمية المهارات مثل مهارات التفكير الإبداعي وتحليل البيانات وتطوير المهارات العاطفية والاجتماعية مما يعزز تنافسية المواطن ويحقق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
يعتمد البرنامج على تطوير مخرجات التعليم مع تفعيل الشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي، كما يركز على تطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وسينطلق البرنامج رسمياً في الربع الثالث من عام 2021.
وقد أتت أولى ثمار منظومة تنمية القدرات البشرية في المملكة مؤخراً أهمها استمرار العملية التعليمية رغم جانحة فيروس كورونا المستجد من خلال إطلاق عدد من المنصات الرقمية مثل الروضة الافتراضية ومدرستي وإطلاق وتفعيل الفصول التفاعلية التي تُستخدم لإيصال المحتوى التعليمي للطلبة، بالإضافة إلى تطوير منظومة البحث والتطوير والابتكار زيادة غير مسبوقة في عدد الأبحاث المنشورة الخاصة بجانحة كورونا.
إننا اليوم نمضي في عبور جديد للمستقبل يتزامن مع اليوم الوطني السعودي يقوده خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- فكل كلمات الشكر لا توفيهما حقهما.
من هنا، علينا جميعاً التكاتف والعمل بجد واجتهاد لتحقيق دورنا في نجاح برنامج تنمية القدرات بداية من دور الوالدين في المنزل لتهيئة أبنائهم لمواكبة التطور وتحقيق أعلى أهداف تنمية القدرات البشرية، وللمعلمين في المدارس دور، ولكافة المواطنين أدوار تُغزل بالجد والاجتهاد وحب الوطن لإنجاح البرنامج.. كل عام وهذا الوطن في بهاء ونحن نُعظمه بالحب والولاء.