رمضان جريدي العنزي
اجعل من حياتك قنديلاً مضاء، اجعل لك في الحياة أثراً وبصمة، أضاء طريقك وطريق الآخرين بالقناديل الملونة، كن مشعلاً، كن غيمة وسحاباً وبدراً، كن توتاً وعطراً، وتفاح وقطناً، نافورة ماء وظلا، كن نهراً وبحراً، كن صادقاً ولا تكون فرياً، كن سيداً للحكمة تكن قوياً، كن ناجحاً ولا تكن فاشلاً كابن زيدون في حب ولادة، كن بئراً للعطشى، امش في طريق الهداية، واترك طريق الغواية والضلالة، ازهر بالضوء والفل والزعفران، مطر خفيف كن، ورائحة أقحوان، ضمد الجراح، وتحرر من الزيغ، وامش على ضفة البحر، وانفض عنك الحروب النفسية والتطاحنات، اعتلي حتى الغمام، وتجنب السقوط والانحدار، كن أليفاً مثل فراشة، وأنيقاً مثل سوسنة، وعش بين النور والورد وعبق الشهد، اقفز كعصفور أو غزال، ولا تتدثر بالوجع، أجعل أحلامك ناصعة، واسبح في معارج نومك لتهنأ في صحوك، عش فسحة الأنوار والأزهار والأطيار والرؤيا والأمل، كن معطاء مثل سنبلة قمح، أو ماء، اضحك ولا تبكي ومارس السرور والحبور، اجعل صباحك عطر، ومساءك بلور، وطوق روحك بالسلام، كن غيمة من ماء، ولا تكن غيمة من رماد، كن ربيعاً، ولا تكن شتاء، تخلص من مشاكسات الحياة، ومزامير الإزعاج، ولعبة الحيارى والغيارى، وانهج نهج البر والعطاء، اكتب على صدرك إني أحب الحياة النقية البيضاء، وحافظ على كلامك من مبتدى الحرف لآخر حدود الكلام، كن بستان لوز، وحقل برتقال، ونجم في العتمة يضيء، كن زهرة تتفتح في قبضة الريح، وطر مع الهواء النظيف، عش فسحة الضوء، حلق حول الهضاب الخضراء، وتمتع بالمنظر الخلاب، مد يدك للتائهين واليائسين والحيارى، ابتسم لهم كوردة بيضاء، مر على أرواحهم كفراشة، أزل عن أرواحهم الصدأ، ومدهم بالأمل، وانهض بهم نحو فضاءات العافية، ولا تنسى اليتيم والأرملة، ففيهم النجاة، لا تدعهم لرياح السموم، وزمهرير الشتاء، خذهم نحو البنفسج، وأحمهم عن لفحات الشمس الحارقة، كن حكيماً ولا تغلب عليك شقوتك، لا تكن مغفلاً يعيش على الرماد، أو مثل الكائن الكهفي، أو إنسان بليد.