قبل بضع سنين فقدت محافظة البصر اثنين من رجالها الغالين على الجميع الأخ صالح بن علي الحماد، والأخ حسين بن عبدالله الذياب، لقد أحدثت وفاتهما رنة حزن وألم وأسى لجميع الأهالي، ومحبيهما وعارفي فضلهما لما يتمتعان به من سيرة حسنة وخلق كريم وتواضع جم واستقامة وصلة رحم وتواصل على البر والتقوى، وقبلهما بسنين رحل صديقهما الصديق الصدوق المنصف الأخ صالح بن حمد السويد -رحم الله الجميع-، رجال أنجزوا وكافحوا وعملوا في مجال الزراعة في محافظة البصر والقرى والهجر التابعة لها في الأعمال التي تخص النخيل من تركيب وصرام وغيرهما من الأعمال قبل الأيدي العاملة بسنين، عملوا في هذه المهنة حتى كبر الك ل منهم، أما الأخ حسين بن عبدالله الذياب فاستمر في مهنته في بلدية البصر حتى التقاعد -رحمه الله تعالى- كان يريد العمل لا يريد التقاعد لأنه محب للعمل، والأخ صالح علي الحماد كان إمام أحد مساجد المحافظة والكثير من المصلين يثنون عليه، صلاة في وقتها وأخلاق عالية ومعاملة حسنة مع جميع المصلين عربي أو أعجمي.
لقد رحل الغالون على الجميع أصحاب نفس طيبة، نفس نشأت وترعرعت على القيم السامية التي لم تقتصر آثارها على أنفسهم فحسب، ولكنها امتدت إلى جوانب مهمة من حياتهم الاجتماعية فأعلنت عن أنفسهم أروع إعلان في كرمهم المأثور بكل تفاصيله وفي شهامتهم ومروءتهم، الكل منهم بشوش مخلص قلبه عامر بحب الناس، ومن أعمالهم المباركة العطف على المساكين، ومساعدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، فإن كل هذه الأعمال المباركة سيلقونها عند الله خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ، الكل منهم محب للجميع، والجميع يحبونهم، فقد ثبت ذلك من كل الناس الذين صلوا عليهم والمواسين والمعزين من شيب وشبان ونساء، جزاهم الله كل خير ووفَّقهم لما يحبه ويرضاه.
رحم الله الجميع وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله على قضائه وقدره، وألهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.
وأخيراً نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقكم لمحزونون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- منيرة بنت صالح المحيميد