في هدأة الليل كم أيقظت أوزاني
وصغت منهن تغريدي وتبياني
إن القصائد ليست أحرفاً نُسجت
بل الأحاسيس من أعماق وجداني
هذا فؤادي -لا كفّي- يحدثكم
عن امرئ مثل أنسام الصبا حاني
سينٌ ولامٌ وميمٌ بعدها ألفٌ
والنون قد جمّعت اسمًا لسلمانِ
هذا الذي صان مُلكاً للأُلى رحلوا
من قبله فهو فينا الصائن الباني
وهذه قلعة التوحيد شامخةً
تبث أنوارَ إسلامٍ وإيمانِ
يا سيدي لم تزل فينا مآثركم
تُتلى علينا بصوت جد رنّان
إني ابتدأت بكورنا وما فعلت
في الناس من حصد أرواحٍ وأبدانِ
كانت قراراتكم للناس حافظةً
ما فرّقت بين إنسانٍ وإنسانِ
راعيتم الله في أرواحنا فغدت
بعد المهيمن منكم حلوة الشانِ
وكم بلادٍ عن التعليم قد عزفت
حتى غدا الجهل منشوراً بأركانِ
ونحن في البث عن بعدٍ قد انتشرت
فينا العلوم لأطفال وشبّان
ورؤيةٍ لم تزل ترعى معالمها
حتى غدت ملء أبصارٍ وآذانِ
هذي المشاريع في أرجاء مملكتي
تكتظ بالخير من آنٍ إلى آنِ
تظل فيها تنادي القوم أجمعهم
نداء قلبٍ شفيقٍ عاطفٍ حاني
يا عاطلاً عن لقا رزقٍ هلمَّ إلى
تلك المشاريع تنهلْ كل إحسانِ
وحاربت كفك العظمى مكائد من
جاروا علينا بعدوانٍ وطغيانِ
ونعمة الأمن في أيامكم ظهرت
كالشمس تنشر ضوءاً بين وديانِ
والشعب راعيت فيه الله خالقنا
حتى أحبوك حبّاً دون أضغانِ
فدُمْ عليهم أبًا ذا رأفةٍ وندى
فهم سواعد إصلاحٍ وإتقانِ
تلك المعيشة أدوارٌ يسلمها
بعضٌ لبعضٍ على حبٍ وتحنانِ
وأسأل الله توفيقاً يصاحبكم
مدى الحياة لأزمانٍ وأزمانِ
** **
- شعر/ بتول أسامة الحريري