تتسع دلالات شعار هي «لنا الدار» الذي اختارته مملكة الخير لاحتفالاتها باليوم الوطني الواحد والتسعين لأكثر من معنى تفتح آفاق قراءات جديدة للراسخ في أذهان أهل البلاد الملموس لدى العرب والمسلمين والمتجذر في وعي شعوب المعمورة نجدها في بعض أوجهها مشتقة من التاريخ، فهي الدار التي شيدها المغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز آل سعود منذ قرابة القرن لتكون بر أمان للذين اصطفاهم الله عز وجل جيرانا لأقدس المقدسات، لا تكتمل صورة التاريخ في الأذهان دون إشارة إلى جانب آخر، فلم تكن الدار حجارة صماء مثل ما يتبادر للذهن عند الحديث عن البيوت بل سياج فكرة وحامل رسالة عابرة للجغرافيا هي الدار التي تصلبت جدرانها بإرادة الباري عز وجل وعزيمة السلالة الخيرة لتكون حصنا للعرب والمسلمين في مختلف بقاع الأرض والتي يمتد ظل أشجار حدائقها ليشمل البشر والكائنات على سطح كوكب أنهكته حروب سكانه، وللدار في حال مملكة الخير وأهلها معنى قلوب السلالة المباركة بإذن الله تعالى مشرعة الأبواب لباغي الخير حانية على الضعفاء محكمة الإغلاق في وجه كل باطل وخبيث.
في استقبالها ليومها الوطني ما يوحي بأن حاضرها امتداد ماضيها بحر من العطاء، قبطانه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدءا من افتتاح أكبر مسجد في المالديف فضاء آخر يذكر فيه اسم الله تعالى، مرورا بتوجيهات مساعدة تونس في مواجهة وباء كورونا ومساندة الجزائر في إطفاء الحرائق، استعدادات استضافة منتدى قمة الشرق الأوسط الأخضر وتطول القائمة التي لا تعرف النهايات، ولن تعرفها بعون العلي القدير، المستقبل مرآة للماضي والحاضر، ففي مرايا الدار تظهر حيوية الأمير محمد بن سلمان يجسدها حرصا على الرياضة لغة حضارية بين الشعوب فعل خير أخذ بعض تجلياته بتبرع سخي للمنصة الوطنية أصالة واعتزازا بالتراث عبر عنها إطلاق مشروع إعادة إحياء جدة الدار، وأهلها اليوم وكل يوم قبلة العرب والمسلمين والخيرين في عالم احتاج تجربة السلالة المباركة في السياسة والحكم لتكون نموذجا قيما لصد قوى الشر، ويصير أكثر اتزانا وقدرة على مواجهة ما يهدد استقراره.
نحتفل مع الدار وأهلها بيومهم الوطني متمنين دوام إشعاع الضوء الذي يواجه وحشة العتمة برعاية من سلالة مباركة تتوارث خدمة الحرمين الشريفين وأكنافه الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين ومد يد العون لمحتاجيهم.
** **
- الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح