عبده الأسمري
منذ أن بدأنا الخطوات الأولى بكتابة «خربشات» الطفولة وتطفل «المحاولات» في سبيل «إرضاء» غرور طفولي باكر ونحن في «مواءمة» ما بين «التشويق» والتطبيق تشكلت في مراحل مختلفة في دروب العمر منذ أول يوم حولنا فيه حروفنا إلى «محاكاة» الكبار و»مجاراة» الاقتدار في «تجارب» عنوانها «البراءة» وتفاصيلها «العفوية» التي شكلت «الهوية» الأولى لارتباطنا بالحرف وانغماسنا في الحرفة.
رغم تغير «الأزمنة» وتبدل «الأحوال» وتباين «المآرب» ظلت «الكتابة» فعلا مبنيا على «المتون» تارة ومرفوع بالهمة تارات أخرى وبقي «الفاعلون» في مقام «الضمائر» المتصلة بين واقع بشر ووقع حبر.. في «انتعاش» الكلمات و»عزف» العبارات بألحان إبداعية حولت «سكون» الأوراق إلى دوي ومدى وصدى نطقت به القصص والروايات والمقالات والخطابات والنصوص والمؤلفات.
الكاتب «كائن» دؤوب يؤسس «كيان» الإنتاج من عمق «الحس» إلى أفق «النص» منجذباً إلى «إحساس» بالدافع و»استئناس» بالناتج ومنخطفاً إلى «عواصف» الأفكار و»عواطف» الاعتبار محولاً «الكلمة» إلى سر «أول» و»جهر» أمثل لبناء صروح «التأثير» في أبعاد «المعارف واتجاهات «المشارف» التي تعطي للإنسان «قيمة» الفرق بين «الروتين» و»التطوير»..
«الكتابة» هدية معرفية تبدأ نسج «حكايات» الإبداع منذ بدايات «الموهبة» وحتى نهايات «المهارة» وسط دروب متاحة للكل ومفتوحة للجميع تتراوح فيها «حظوظ» التميز ما بين «استغلال» العطايا و»اكتمال» المزايا.. حتى تتشكل «معطيات» التذوق وتتباين «مراتب»التفوق..
للكتابة «قدرات» تسمو بصاحب «القلم» ومدون «الكلمة» إلى «مصاف» المؤثرين بسلاح «العبارة» وكفاح «الصدارة» ونتاج «الجدارة» في مسالك مختلفة من «الرأي» و»التوجيه» و»الرصد» و»الاستطلاع» و»الإمتاع» و»الأدب» و»الثقافة» و»المعاني».
في سجلات «الكتابة» أسماء حفرت مكانتها في «الذاكرة» ولا تزال أمجادها «المكتوبة» في علوم ومعارف تشكل «نقاط» تحول في تاريخ «البشرية وتمثل «مسارات» تبدل في لغة «الإنسانية» فكان هؤلاء «الفرسان» البارعون في منازلة «الهمم» والمبدعين في مقابلة «التنافس» هم «الجنود» الذين كتبوا «الانتصار» لكتيبة «صناع» الكلمات و»أبطال» العبارات.
تمنح «الكتابة» المنتمين إلى «ميادينها» كل «أسلحة» التنوير وجميع «أوسمة» التطوير لتكون ملاذاّ آمنا من هجمات «الظروف» ففيها يجد الإنسان «استراحة» للتفريغ النفسي و»مساحة» للتنفيس الانفعالي وسط حالة من الترابط «الوجداني» والارتباط «الذاتي» بين قلم يمثل «أداة» للسلوك وورقة تظل «موطنا» للمسلك فيما تأتي «الحروف» و»الكلمات» و»العبارات» لتعكس صورة «النفس» وتبرز صدى «الذات» ليكتمل مشهد «الوئام» بدراً في حضرة التفكير وحضور التسطير.
الكتابة سلوك افتراضي يرمم تصدعات «الذات» ويجبر كسور «الروح» ويجتاز أسوار «الظروف» في معركة تنتصر فيها دوافع النفس على عوائق الحياة وفي دروب تزهو بالأفكار وتبتهج بالتغيير وترتقي بالتعبير حتى يكون الإنسان فيها نصير نفسه وبطل أزمته وصولاً إلى «التوافق» بين عقل يفكر ويراع يكتب وأنامل تغلب «رعشة» التردد بـ»غلبة» التمدد في مواجهة الصعاب بلغة ذاتية قوامها «الحرف» ومقامها «الكلمة» في كل محطات «العمر» وفق كل المستويات والأبعاد الشخصية والعملية والعلمية والفكرية والثقافية والإبداعية.
يجب أن تتحول الكتابة في حياة الإنسان سواء كان مبدعاً أم مبتدئاً إلى سلوك يتصاعد من فرضية «الهواية» إلى حتمية «الهوية» ومن اتباع «التشويق» إلى اتساع «التطبيق» في كل شؤون التعاطي مع أبعاد العيش وآفاق التعايش وفي كل متون الانتماء بين المطلوب والمكتوب تنال الأنفس «غنائم» المعرفة وتحصد «مغانم» الثقافة.