أحمد المغلوث
إذ نستقبل هذه الأيام بحب وشغف عظيمين «يومنا الوطني» فإن الزهو يملأ قلوبنا بالإيمان والسعادة ونحن نعيش ظروفاً ونجاحات نحسد عليها، فلقد باتت المملكة تعد ثاني أكبر دولة في مجموعة العشرين بعد اليابان، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً في النمو الاقتصادي الرقمي وها هي تحتل المرتبة الثانية في مستوى التعافي من وباء كورونا، هذا هو وطننا سنابل خير وعطاء صباح مساء المزروعة في كل قلب مواطن مخلص وفي ومحب، ولد فيه ولعب بين احضانه وكبر وتعلم. هذا هو الوطن الذي فتح ابوابه حاملة الخير والعطاء للجميع وفي كل اتجاه نحو كل المحتاجين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل اثر الاضطرابات والثورات والحروب. هذا هو الوطن الذي رفع راية التوحيد خفاقة كقلبه النابض بالإنسانية والحب والسلام.. هذا هو الوطن الذي كان ومنذ تأسيسه على يد قائده ورائده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وهو محط انظار العالم كرمز للإنسانية والسلام هذا هو الوطن مهبط الوحي، وقادته ومواطنوه خدام للحرمين الشريفين. وبات مع مرور الايام منارة للعلم والتسامح والعطاء.. وتفاعل مع قضايا الإسلام وأكد على التضامن وناصر قضايا العروبة واندمج مع المجتمع الدولي ساعياً للسلام والتعاون والتآلف بين الشعوب.. ها هو الوطن الذي تشرق شمسه كل يوم على مشاريع هنا وانجازات هناك في كل مدينة في رحابه. ومن يقرأ تاريخه ويتتبع مسيرة العمل والتنمية واضحة البصمات في كل صفحة من صفحات تاريخه العطر الحافل بالمنجزات العظيمة والمدهشة التي باتت محط تقدير ابنائه وإعجاب العالم.
وعندما يحتفل الوطن بيومه الوطني إنما يدرك نفسه كم هو مدين لكل من ساهم في مسيرة تنميته من الأجداد ومن الآباء أمد الله في أعمارهم، وحتى الابناء الذين يواصلون المسيرة وهي تنطلق الى آفاق المستقبل الرحبة والواسعة المشبعة بالتقدم والرقي في مختلف المجالات: الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والصحية وحتى السياسية.
وإذا كان المؤسس -رحمه الله- قد وهبه الله قدرات ومزايا خاصة جعلته قائدا متميزا استطاع أن يؤسس هذا الكيان فلقد ولد قادته في خضم مخاض التوحيد والتأسيس وتشربوا تطلعاته وطموحاته المختلفة في بناء وطنه بصورة مثالية فكان والدهم الملهم والداعم لتعليمهم، وكانوا امتداداً لذلك التميز فواصلوا العمل والتنمية، هكذا فعل الملك سعود والملك فيصل مرورا بالملوك خالد وفهد وعبدالله رحمهم الله، ووصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره. جميعهم استلهموا تطلعات المؤسس الساعية الى وطن خير وفعل، وأمن واستقرار وسلام، فكانت العقود الماضية عقود عمل وتنمية تستنهض فيها الهمم
وروح التحدي، وتسعى حثيثا من اجل التطوير ومواكبة العصر.
وها نحن نعيش اليوم ذكرى يومنا الوطني المتجدد، ونحن ايضا في وطن الحرمين الشريفين وطن العدالة والإسلام المزدهر والمعبر دائما عن ابعد معاني الإنسانية إضاءة عندما يمثل المسلمين في العالم من خلال موقعه كوطن فاعل وغني بقادته ومواطنيه الأوفياء.. وفي هذا اليوم ينبعث من جديد ذلك التميز هو ارض الخير والعطاء، وبالتالي يجب علينا جميعا أن نحافظ عليه ونحتفي بيومه ونحن نرسمه في لوحاتنا ونكتب عنه في إعلامنا بحب ووفاء.