عبدالله عبدالرحمن الغيهب
قد تفاجأ بشخص رجل أو امرأة سائح أو مقيم، يدير النظر والتحديق في مجسم أو مبنى متعدد الأدوار، كناطحة سحاب أو بحر أو منظر رسمه فنان أو ملعب كرة أو جهاز أو سيارة فارهة، وغير ذلك من الصناعات الحديثة ذات الألوان والاستخدامات المتعددة، وتوقفتَ عنده متعجباً من إطالته النظر وقوة اندهاشه مما هو واقع أمامه، وربما قلت في نفسك: ألهذا الحد يتمعن ويدير البصر؟ أو رميته بسلبية الفضول، وهذا غير صحيح، فمثل هذا الاستطلاع أو الفضول يعتبر أمراً إيجابياً، فكثير من الصناعات أو التطوير مستمد من هذا الحب وهذا الفضول، ولا غرابة إذا سمعنا أو قرأنا عن مخترع أو صاحب موهبة، فمثل هؤلاء هم من يُترجمون أحلامهم ومشاهداتهم إلى واقع يفيد الناس ويعزز الاقتصاد، فمخترع الطائرة أو السيارة وربما المحركات أو الالكترونيات لابد أنه استفاد مما هو موجود في الطبيعة من مخلوقات قادته إلى المحاكاة، ليجني العالم ثمرة هذا الفضول أو حب الاستطلاع، وهذا من الإيجابيات التي تذكر فتشكر، ويبقى الفضول السلبي وهو اختراق الخصوصيات والشغف وراء معرفتها سواء بالقول أو الفعل، مثل أن تسأل الشخص عن تفاصيل حياته وعن بيته وعدد أولاده ووظيفته وأين يعمل وعن أولاده وزوجته موظفة أو ربة منزل أو تنظر في سيارة واقفة داخلها عائلة أو بيت مفتوحة أبوابه، فتدير النظر في جنباته في غفلة من أهله فهذا هو الفضول السلبي والمذموم، والذي يحدث كرها وتباعدا بين الناس، ودائما صاحبه يرمى بنعوت وصفات غير طيبة، فالركض وراء خصوصيات الناس فضول سلبي مذموم عكس الفضول الإيجابي المحمود والمفيد لتطور الحياة وفائدة البشرية.