يتحدث المتخصصون بأن تقديم التراث في أدب الطفل يحمي هوية الأمم والحضارات. بحمد الله أقدمتُ على هذه الخطوة وقدمتُ التراث للطفل بلغة لطيفة وقريبة منه، ومن استعداده الفطري والجسماني كونه حركيًا وانفعاليًا وأيضًا فيه الفلسفة والتفكر. ليس سهلاً أن تكتب للطفل وأيضًا ليس سهلاً تقديم التراث للطفل، وبالتحديد ما أعمل عليه في مؤلفاتي (التراث السعودي وعرضه بطريقة جديدة للطفل). أولاً أرغب أن أبدأ معكم رحلة التأليف لكتاب مثل كتاب القصر الأحمر بعد التأكد من المعلومات التاريخية والتراثية، عرضتُ شخصية الطفل عبدالله وعشقه للقصر الأحمر والذي انتهى بأنه أصبح مؤلف كتاب القصر الأحمر وينتهي بصورة الأستاذ عبدالله ناصر اليامي مؤلف كتاب القصر الأحمر، وعرضت فيه شخصيات حقيقية أيضًا مثل صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز -حفظها الله- بدور الأميرة التي حققت حلم الطفل بدخول القصر، وأيضًا عرضتُ فيه تراث وقيم بر الوالدين في الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- وأيضًا برامج إذاعية مثل (الأرض الطيبة)، وأيضًا آثرت تساؤلات تكون في الأطفال ولا يلزم أن تكون فيها إجابات، تساؤلات تتضمن الإبداع ومهارات التفكير ويمكن أن تضمن أيضًا بكلمة فلسفة.
مثل.. عندما كان يراقب القصر من بعيد ويتأمل فيه ويتخيل لو أنه كان داخل القصر وبدأ يتساءل:
لماذا لونه أحمر؟
ماذا سألمس بيدي؟ كيف هي رائحةالقصر ورائحة الأشجار؟ ما الأحاديث التي كانت تدور في القصر؟
هذا باختصار مؤلف الكتاب بعد أن تنتهي من التأليف تبدأ رحلة التوثيق، يرفع للإعلام والإعلام لابد أن يرسلها لدارة الملك عبدالعزيز لأن الكتاب ذكر أن الملك عبدالعزيز بنى هذا القصر لابنه الملك سعود -رحمهما الله جميعًا- ولابد من طباعة نسخة وتسليمها للإعلام لإرسالها للدارة، وطبعًا عندما يعلم أي شخص أن الكتاب سيرسل لدارة الملك عبدالعزيز لابد أن تسمع هذه الجملة (اوه عند الدارة وسع بالك تراه بيطول). المهم وسعتُ بالي وتدربت على توسعة البال، أصبحت مهارة عندي وسع البال، نرجع لرحلة الكتاب.. بعدين تصل الملاحظات من الدارة من الفاحص أقراها وأقول هل لا زلت أجيد المهارة في توسعة البال، أذكِّر نفسي برغتي في عرض التراث للطفل وأسترجع المهارة، أظن من هذا مفهوم أن رأي الفاحص محبط جدًا لما أسعى عليه أو التحفز له أمانة شعرت كأني أذنبت؟ من ضمن أبدأ الرأي التدخل في طريقتي في التأليف مثل التساؤلات التي تثار في عقل الطفل عبدالله حيث انتقدها الفاحص كتالي:
«في القصة تساؤلات لدى الطفل عبدالله بعضها غير مقبول وفيه مبالغات مثل:
ما الأحاديث التي أسمعها وتدور في القصر؟
ماذا سألمس بيدي؟
لمن هذا القصر ومن كان يقطن فيه؟»
وبعد ذلك لابد أن أجري بعض التعديلات وأرجعه للإعلام وأنتظر أن يفسح.
التأليف وكتابة التراث للطفل ليس سهلاً بين عرض حقائق تاريخية بطريقة صحيحة وتضمينها بصحتها مع خيال وتفكر وانفعال الأطفال وأيضًا بين رحلة التوثيق والصبر عليها. وفي ذلك لدي مقترحات تهون هذه الرحلة..
منها.. ربط إلكتروني بين الدارة والإعلام بحيث لا يحتاج أن أطبع الكتاب ويرسل للدارة، يستمر إرسال النسخة الإلكترونية إلى أن تصل للدارة.
* ظهر الآن التأليف للطفل وخصوصًا التأليف المضمن للتراث السعودي، الدارة تحتاج إلى التعاون والشركات مع المختصين في التأليف للطفل بحيث يشترك مع الفاحص في التوجيه بخصوص التأليف للطفل.
* لابد من دعم التوجه للتأليف للطفل وتضمين التراث السعودي ورموزه.
أنهي كما بدأت تقديم التراث في أدب الطفل يحمي هوية الأمم والحضارات. ومملكتنا تراثها قوي وعالمي ودعم المؤلفين للطفل بهذا الخصوص يستحق أن ينهض به وتشمر الأكمام له.
** **
- زكية اللحياني