صدر مؤخراً اعتماد صاحب السمو الملكي وزير الرياضة لأعضاء مجلس اتحاد الهجن السعودي برئاسة سمو الأمير فهد بن جلوي، الرجل الذي يقف مباشرة وراء هذه المتغيرات في رياضتنا، حيث جاء التشكيل متضمناً تغييراً شمولياً في أعضاء مجلس الإدارة، ومرتكزا على تقاطعات نشاط سباقات الهجن مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، سواء كان مباشرا أو غير مباشر لتحقيق أقصى درجات الانتفاع وتطوير المنظومة الإدارية والفنية التي تقوم عليها سباقات الهجن من المكان إلى الأدوات والاجراءات.
وحقيقة الأمر، لم يكن هذا التغيير مفاجئا، بل كان متوقعاً ومرتقباً إذا ما نظرنا إلى الحراك والتغيير في كينونة الهجن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجهود صاحب السمو الملكي ولي العهد من خلال رؤية الوطن الشاملة 2030، والتي لم تعزل أو تختزل كنوز الوطن عن مسار التنمية الشاملة، أو إقصاء عناصر الثقافة والفنون عن هذا المسار، وجعلها ضمن مكونات الهيكل الإداري لمؤسسات الدولة لتصبح شريكا أساسيا في التنمية والناتج المحلّي والتعريف بها على المستوى المحلّي والدولي.
إن المسار الذي يسير عليه اتحاد الهجن في هذه المرحلة من التغيير، مؤشر إيجابي لمستقبل واعد مشرق لهذه الرياضة التراثية الاقتصادية، فدخول وزارات الداخلية، الثقافة، البيئة والمياه والزراعة، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، يقود إلى أن هذه المرحلة من التغيير نقلة استثنائية، تحمل رسالة تطمئن ملاك وعشاق هذه الرياضة على الصعيد التنظيمي سواء فيما يخص الإجراءات داخل المملكة أو ما يتعلق بأنظمة الحدود للمشاركة في السباقات لدول الخليج.
هذه التغييرات استجابة إلى تحقيق رؤية 2030، ونتيجة إلى الدعم السخي الذي يقدمه سمو ولي العهد من خلال مهرجان سموه الكريم للهجن الذي يقام سنوياً على أرضية ميدان الطائف، والتي فتحت المشاركة فيه لجميع الأشقاء من دول الخليج والدول العربية كسابقة من نوعها في هذه الرياضة.
وهذا الحدث الكبير ذو التأثير الإيجابي على اقتصاديات محافظة الطائف يتطلب تضافر قطاعات الدولة واستمرار شراكتها على مستوى كبير، ليكون وجهة موسمية أو كرنفال ثقافي شامل؛ وهو ما يعززه التشكيل الجديد للمجلس، مع تطلعاتنا إلى إضافة الشريك الاستراتيجي الرئيس لهذه الرياضة وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وممثل من الغرف التجارية الصناعية لتغطية جانب مشاركة رجال الأعمال في المجلس لتحقيق أقصى درجات الانتفاع والتطوير، علاوة على فتح باب الترشيح عن فئة الملاك للمشاركة في اختيار من سيمثل ما يزيد عن أكثر من ألف مالك هجن بالمملكة، إضافة إلى الترشيح المباشر من قبل الاتحاد، وذلك لخلق معادلة متوازنة تغطي جميع جوانب هذه الرياضة التاريخية الصاعدة. ونحن على ثقة مطلقة بأن هذه الرياضة ستشهد تغييراً جذرياً.
** **
- مرضي الخمعلي