يوم الجمعة 11-10-1392 كان يومًا تاريخيًا مجيدًا في ذاكرة التشاديين لزيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود إلى بلدهم، وكان في استقباله فخامة الرئيس التشادي أنغرتا تمبلباي والحشود الغفيرة في الطرقات من الشعب التشادي، كونها أول زيارة لملك أو زعيم عربي إلى بلدهم، تلك الزيارة التاريخية المجيدة التي تركت أثراً كبيراً وطيباً في نفوس التشاديين، ومهدت لقيام علاقة متينة بين العالم العربي وجمهورية تشاد ومعظم الباحثين والمهتمين بتاريخ تشاد تطرّقوا في كتاباتهم إلى أهمية زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله» إلى تشاد وللفوائد الكثيرة التي حصل عليها الشعب التشادي فيما بعد.
واليوم ونحن نحتفل بمرور خمسين عاماً على زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى جمهورية تشاد نشيد بتلك العلاقات المتينة بين البلدين تشاد والسعودية، وكأن هذه الزيارة كانت هبة من الله إلى الشعب التشادي، وبعد تلك الزيارة الكريمة للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله» قد استفادت الدولة التشادية الكثير من الدعم الإقليمي والدولي بسبب وقوف المملكة العربية السعودية بجانب تشاد في قضاياها المحلية والإقليمية والدولية، فشكراً دائما وأبدا للدولة السعودية العظيمة، وإن هذه العلاقات أثمرت عن مكاسب لتشاد في المجالات التعليمية والاقتصادية والتنموية والعلاقات الأخوية بين جمهورية تشاد والعالم العربي، فمنذ تلك الزيارة التاريخية والعلاقات الثنائية بين البلدين في تقدم وتطور، وقدمت المملكة العربية السعودية الكثير من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى تشاد وشعبها منذ عهد الملك فيصل «رحمه الله « وإلى وقتنا الحالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله ورعاه» وأطال الله في عمره ودام عزه. وقد قامت المملكة العربية السعودية في تلك الزيارة بإنشاء (سوق تجاري ومركز إسلامي متكامل يشمل مسجد الملك فيصل اكبر مسجد في الدولة ومدارس الملك فيصل الابتدائية والمتوسطة الثانوية ومركز صحي) في العاصمة التشادية (فورت لامي) إنجمينا حاليًا، وهناك الكثير من المساعدات التي استفادت منها الحكومات التشادية المتعاقبة وشعبها من هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية والتي لها بصمة إنجاز كبير في معظم الدول بالعالم الإسلامي.
** **
- فضل بن خضر السالمين