الحمد لله على قضائه وقدره، قضى وقدَّر، له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنه في كتاب..
كم هي اللحظات الحزينة التي تعاودنا في هذه الدنيا..
فنحمد الله على كل حال..
أفراح وأحزان وآمال وآلام.. كم من راحل بيننا..
فهم السابقون.. ونحن اللاحقون..
حقيقة من الصعب أن أعبِّر عمَّا يجول في خاطري من إحساس عبر الكتابة عندما تفقد عزيزاً أو غالياً..
ففي الأمس القريب فقدنا اثنتين من أمهاتنا الغاليات على الجميع، استيقظ الجميع من أهل وأحبة على هذه المصيبة، خبر مؤلم ومحزن ومفجع أحزن الجميع وأبكم الطفل الصغير قبل الرجل الكبير.. أمّان غاليتان تقيّتان.. نقيّتان.. الأم/ حصة عبدالرحمن السويد، زوجة الخال الغالي على الجميع الشيخ علي عبدالله المحيميد.. والأم/ هيلة إبراهيم المشعلي، زوجة ابن عمتي صالح عبدالله التويجري -رحمه الله- ، -ورحم الله أميِّنا رحمة واسعة وأسكنهما فسيح الجنان وأمطر على قبريهما وابل مغفرته ورحمته ورضوانه- رحلتا عن هذه الدنيا بعد أن قضتا حياتهما في خدمة الجميع أهلهما وذويهما ومحبيهما، فقد كانتا -رحم الله الجميع- محبتين للجميع، والجميع يحمل لهما كل حب وتقدير واحترام، فقد ثبت ذلك من كل الناس المصلين والمواسين والمعزين في وفاتهما من الأهل.. والأحباب -جزاهم الله خير ووفقهم لما يحبه ويرضاه - وحتى هذه الأيام عندما يتم ذكرهما تجد الكل يترحم عليهما.. رحمكما الله يا بارتين بالوالدين.. يا بارتين بالأزواج.. يا بارتين بأهل الأزواج جميعاً.. جزاكما الله خير الجزاء... ورحلتما عن هذه الدنيا بعد أن زرعتما حبكما في قلوب الجميع بكتكما بريدة والبصر.. وبكى الجميع لفقدكما من أهل.. وأحبة
بكتك يا أم عبدالله بلدتك بلدة ضراس.. بكتك يا أم محمد بلدة النخلات.. أم محمد زوجة الخال... بكتكما.. حقولهما ورمالهما وأهاليهما شيباً وشباناً ونساء وأطفالاً. إن هذا الرحيل أحزن وآلم الأهل.. والأحبة تقرؤه في وجوه الجميع وتسمعه في حديثهم.. وتكتشفه في عبراتهم..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. أسأل الله الكريم أن يتجاوز عنهما وأن يقبلهما ويجعلهما ممن أتى الله بقلب سليم.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر ذنوبهما ويجعل قبريهما روضة من رياض الجنة ويجمعهما بأهلهما وذويهما ومحبيهما في الجنة...
وعزائي لجميع الأسرتين.. وأخص بالعزاء خالي ووالدتي الغاليين على الجميع -أمد الله في عمريهما على طاعته.
وعزائي لجميع أولادهما وذويهما ومحبيهما..
وأقول رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان.
فمن الكريم وإلى الكريم..
فالحمد لله على قضائه وقدره..
والحمد لله على كل حال...
** **
- منيرة بنت صالح المحيميد