لا يختلف جيل عن جيل آخر في الأساسيات ومطالب الحياة، فالثقافات كثيرة جداً ومتنوعة، وبالتالي فالانطباع الأول عنك عند الآخرين هو بمثابة الجسر الذي يمتد فيما بعد والذي يبنى عليه علاقات تستمر لسنوات.
والسؤال الذي يطرح كيف تترك انطباعا جيدا لدى من نقابلهم أول مرة؟ وما هي أهمية هذا الانطباع؟ ذلك بأن الانطباع الأول لدى أي إنسان نتعرف عليه يبقى مرسوما في الذاكرة وفي مخيلتنا وقتا طويلا، فنجد أن الجميع يحرص على أن يترك أفضل انطباع بسلوكه وطباعه كالتواضع او التعالي والغرور والكرم والبخل والابتسامة ونبرة الصوت ولغة الجسد والأناقة في الملبس، وقد استوقفتني عبارة (اجعل من شافك يدعو لمن رباك) عندما ترى عيباً بي أخبرني ولا تخبر غيري، فأنا المعني بتغييره، فإن رضيت عني فتحدث عني وان لم ترض فتحدث الي.
عش حياتك لله تكن أسعد الخلق (انصح ولا تفضح وعاتب دون أن تجرح)، فالنفس الطيبة والشخص الطيب والسيرة الطيبة هي أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين، فثروة الإنسان هي حب الآخرين، فالنفوس آفاق ووديان ولعل نفوسنا في أودية غير أوديتكم ولعل صدورنا تحوي ما لا تستطيع البوح به، ابتسموا وسامحوا واغسلوا قلوبكم من نغزات الشيطان وسوء الظن، والتمسوا دائما الأعذار فهنيئا لزارعي الخير وحاصدي الخير والقائمين على الخير والخارجين من هذه الحياة بحسن المعشر وطيب الذكرى، انشروا التسامح والمحبة فهذه الحياة فانية. كن كما أنت ولا تكن كما يريد غيرك، احترامك للناس لا يعني انك بحاجة إليهم، ولكنه خلق رفيع يتحلى به الفضلاء ومبدأ تتعلمه من دينك وتربيتك. احترم تُحترم فكن ثريا بأخلاقك غنيا بقناعاتك وكبيرا بتواضعك، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تفتح به قلوب من حولك، تغافل فليس كل شيء يستحق الاهتمام، لا تعطي الأمور اكبر من حجمها إن رأيت أمامك حجراً ارمه خلفك وتقدم، إنها ثقافة ومهارة أن الانطباع الأول عن الإنسان قد يبقى بذهن المتلقي مدى الحياة من هنا نتساءل: هل الانطباعات الأولى تستحق الوقت والطاقة التي تضيعها فيها؟! ومقدار تأثيرها على علاقتنا مع الآخرين من حيث امتدادها وتجذرها وطولها في عمر الصداقة، وقد نتساءل أيضا هل الانطباع الأول عند الإنسان هو المقياس في تحديد علاقتنا به؟ نجد هنا أن من أهم الأسس التي تترك انطباعاً عند الآخرين الا وهي الشكل العام والروح المرحة والدعابة وطريقة الحوار والثقة بالنفس، وهذه الأمور مهمة جداً بحياتنا، كالمصافحة والابتسامة الصادقة وتذكر الأسماء والألقاب الشخصية المختصرة، الإنسان بطبيعته يمتلك سمات ايجابية مثل الحلم والصبر والتسامح والتعامل برفق واللين وإظهار مشاعر الرضا والقبول والابتهاج والانشراح.