أخذ مبلغا من شخص نقدًا على أن يرد بدله لحسابه البنكي في نفس اليوم
* ما حكم أن يطلب الرجل من آخر مبلغًا من المال كخمسمائة ريال -مثلًا- نقدًا؛ لأنه بحاجتها الآن، ويقول له: (سأحولها على حسابك في البنك هذا اليوم فور وصولي للصراف أو للبيت)؟
- إذا كان يطلب منه هذا المبلغ -الخمسمائة- قرضًا فسواء أخذها منه في الحال أو بعد زمن يقترضها منه ويردها عليه بعد ذلك، ولا مانع من ذلك إذا حولها إلى حسابه، هذا إذا كانت قرضًا، بخلاف الصرف الذي لا بد أن يكون يدًا بيد، لكن إذا كانت قرضًا -كما هو ظاهر السؤال- فللمقرِض أن يحولها على حساب المقترض، وللمقترض أن يحولها إلى حساب المقرض بعد ذلك إذا انتهت حاجته منها.
***
شراء البرتقال والتفاح والعنب ونحوها جزافًا بالصندوق
* هل لا بد أن أشتري البرتقال والعنب والتفاح والتمر مثلًا بالوزن أم بالكيل، أو أنه يصح بالصندوق والكرتون -كما يقال- ولو لم نعرف الوزن؟
- إذا كان شراء هذه المذكورات من البرتقال والعنب والتفاح والتمر بالدراهم فيصح أن تُشترى على أي وجه كان ولو جزافًا بالجملة، فتجد تمرًا موضوعًا في صندوقٍ أو في زنبيل، أو تجد تفاحًا أو غير ذلك لا يلزم شراؤها بالكيل والوزن إلا إذا بيعت بربوي مثلها، فإنه حينئذٍ يُباع المكيل بالكيل، والموزون بالوزن.
***
العدل بين الأولاد في التعامل
*هل يُطالَب الأب بالعدل بين أولاده في التعامل أو أن ذلك خاص بالمال؟
- العدل والتسوية بين الأولاد واجب، فإذا كان الأب يَتطلَّع أن يكونوا في بره سواء فليعاملهم على السواء، سواء كان في المال أو في التعامل بالرفق واللين والتواضع والحنو على الأولاد، فيعاملهم سواء ليكونوا في بره سواء، وهناك أمور قلبية لا يملكها الإنسان، وقد يكون بعضها ناشئًا من تعامل الابن مع أبيه، فيميل إليه أكثر؛ لأن الابن يميل إلى والده أكثر ويبره أكثر، هذه أمور لا يملكها الإنسان، فتكون من الميل القلبي الذي لا يملكه الإنسان، وفيه «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» (أبو داود: 2134)، وإن كان هذا أصله في الزوجات لكن يبقى أن حسن التعامل من الابن يُعطي مردوده في حسن التعامل من الأب مع ابنه. وليحرص الأب بقدر استطاعته أن يعدل حتى في القُبلة بين أولاده، وحتى في النظرة؛ لأن لديهم إحساسًا ولديهم مشاعر، يتأثرون بأدنى حركة من أبيهم، ويكون في نفوسهم على أبيهم وعلى إخوانهم، وكم رأينا من العداوات بين الإخوة بسبب تفريق الآباء، فليتق الله الآباء وليعدلوا بين أولادهم، لاسيما فيما يظهر ويكون له أثر على الأبناء؛ ليكونوا له في البر سواء، وليعيشوا حياة آمنة مطمئنة في مجتمع متحابين متوادِّين، والله المستعان.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-