مفهوم الفن التشكيلي
يعتبر مفهوم الفن التشكيلي هو كل يستخدم مفردات الشكل من كتلة ولون ومساحة وتجسيد وتصوير وغيرها في مساحة محددة يتم إدراكها من خلال النظر ويمكن أن تدرك بحواس أخرى مع النظر كالملامس أو دخول بعض المؤثرات الأخرى كالصوتية والحركية كما في بعض المدارس الفنية.
نشأة الفن التشكيلي وتطوره
وتعتبر نشأة الفنون البصرية منذ نشأة البشرية وقد كانت في بعض الأحيان هي لغة التواصل في بعض الحضارات قبل وجود الأحرف والأبجديات ونجد هذا جلياً في بعض النقوش الصخرية والألواح والكهوف على مر الحضارات القديمة.
وتطورت الفنون على مر العصور مع تطور الحياة بشكلها العام من خلال تطور الأدوات والأساليب وأنماط المعيشة حتى وصل الفن التشكيلي لمرحلة متقدمة جداً في أواسط القرن الماضي في أوربا حيث تنوع الإبداع الجمالي والنتاج التشكيلي والمدارس الفنية وأساليبها بشكل واسع ولاقى رواجاً كبيراً بين عامة الناس ثم بدأ ينتقل هذا التطور إلى أنحاء العالم.
بدايات الفن التشكيلي في المملكة
وبدأ الفن التشكيلي بشكل ملحوظ في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي في المملكة العربية السعودية بعد أن أدرج الفن ضمن المناهج الدراسية وافتتح معهد التربية الفنية وتم استقطاب عدد من الفنانين العرب إلى المملكة كما بدأ الابتعاث الخارجي للفنانين السعوديين آن ذاك كالفنان التشكيلي الراحل عبدالحليم رضوي والفنان التشكيلي محمد الصقعبي والفنان التشكيلي الراحل محمد السليم والفنان التشكيلي ضياء عزيز والفنان التشكيلي علي الرزيزا وغيرهم من رواد الحركة التشكيلية في المملكة والذين كانوا أساس بداية الفن التشكيلي والمعارض التشكيلية في المملكة وخارجها بدعم ملحوظ من الحكومة وأصبحوا أساتذة للفن في معهد التربية الفنية والمدارس وغيرها، وبدأت المعارض تتنقل بين مدن المملكة وأسست جمعيات وجماعات وصالات للفنون لتكون محطات دعم وجذب للفنانين التشكيليين.
الفن التشكيلي ضمن رؤية 2030
وفي السنوات الأخيرة زاد اهتمام الحكومة في المواهب والشباب بالمملكة بعد إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030 التي دعمت قدرات الشعب السعودي وطاقاته وهمته مما كان سبباً بإزاحة الستار عن مواهب كانت مدفونة أو مختبئة ضمن أروقة المنازل أو محيط العائلة فقط أو أنها تظهر باستحياء بشكل نادر حتى بدا الفن التشكيلي عنصراً رئيسياً في مختلف مجالات الحياة ورافداً أساسياً من روافد الثقافة في المملكة في حين كانت أسماء الفنانين التشكيليين قليلة ومعدودة أصبحت المواهب الشابة والفنانون المبدعون في المملكة بالآلاف ولا يكاد يخلو يوم إلا وهناك معرض تشكيلي أو ورشة عمل أو فعالية فنية في مختلف أماكن ومدن المملكة، وبدأت تتزين الدوائر الحكومية بمختلف قطاعاتها والمستشفيات والمؤسسات الأهلية والاجتماعية وغيرها من القطاعات بأعمال فنية تشكيلية في مقراتها وعلى جدرانها وحتى في فنون عمارتها، بالإضافة إلى أن الفن التشكيلي أثبت وجوده بكل فعالية أو احتفاء أو حفل حتى أن الفن أصبح من ضمن اهتمام بعض القطاعات لاكتشاف مواهب موظفيها وتنميتها, وارتفعت الذائقة الفنية بالمجتمع بشكل ملحوظ حيث كانت سابقاً منحصرة في دائرة ضيقة جداً ونراها حالياً أصبحت ثقافة مجتمع وأصبحت المعارض والفعاليات التشكيلية نقطة جذب لكافة الناس بجميع طبقاتهم حتى أنها دخلت في محطات الجذب السياحي وتشجيع السياحة الداخلية في المملكة، كما ارتفعت ثقافة الاقتناء والاستثمار في الفن التشكيلي بين رجال الأعمال والمهتمين.
أثبت الفنانون السعوديون أن طريق العالمية في الفن التشكيلي ليس بصعب أمام إبداعهم التشكيلي وفنونهم التي ارتقت لمكانات عالمية مرموقة جداً لتكون الأعمال التشكيلية السعودية في المتاحف والمزادات الأوربية والعالمية ويكون الفنان السعودي صاحب رسالة تحمل ثقافته وبيئته بلغته الإبداعية المميزة.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر: AL_KHAFAJII