«الجزيرة الثقافية» - محمد هليل الرويلي:
استهل الدكتور (سعد البازعي) المشرف على ملتقى الرياض الثقافي موسمه الثقافي التاسع في مطلع شهر سبتمبر 2021م بمحاضرة قدم فيها تعريفاً بكتابه القادم «معالم الحداثة: الحداثة الغربية في ستين نصاً تأسيسياً»، الذي سيصدر عن دار روايات في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.
وبدأ الدكتور البازعي حديثه بتوجيه الشكر للشركة السعودية الكهرباء ممثلةً في الأستاذ سعد القحطاني الذي اهتم شخصياً بتسهيل عودة الملتقى، لا سيما أن الجدول مزحوم بمناشط أخرى، فعاد الملتقى بفضل تلك التسيهلات إلى الانعقاد في مقر نادي الشركة بالرياض.
وعبر الدكتور سعد البازعي في بداية محاضرته عن سعادته بكون اللقاء الأول حول كتابه آملاً أن يصل للقراء قريباً مشيراً إلى أن الهدف من هذا اللقاء هو التعريف بهذا الكتاب الذي توقّع أن يكون موجوداً في معرض الرياض القادم في 1 أكتوبر.
بعد ذلك أشار إلى أن كتابه «معالم الحداثة» ترجمة لعدد من النصوص التي اختيرت لأنها تمثِّل أو ترسم معالم الحداثة الغربية، فهي نصوص امتدت زمنياً من القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين. الستون نصاً المترجمة تتمثّل فيها مختلف فروع المعرفة من الفلسفة إلى الأدب إلى علم الاجتماع والنفس والأنثربولوجيا والنقد الأدبي والعلوم السياسية والفنون.
وأكد أن فكرة الكتاب ليست جديدة فقد سبق له دراسة كتاب بالإنجليزية عنوانه «التقليد الحديث: «the Modern Tradition» يتضمن عدداً من النصوص المختارة لتعطي القارئ فكرة عمّضا يعرف بالحداثة، وفي كتابه مختارات من بعض تلك النصوص مضافاً إليها نصوص من مصادر أخرى.
فالكتاب مزيج من الترجمة ومن المقدمات والشروح التي قام بها، فهناك جزء تاريخي وشروح وإيضاح لسبب اختيار نصوص دون غيرها. كما يتضمن الكتاب مقدمات تضع النصوص المترجمة في سياقاتها. الترجمة كانت من الإنجليزية ولكن النصوص تعود إلى عدة لغات هي: اللاتينية والألمانية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والدنماركية. واسترسل الدكتور البازعي يوضح منهجه في الكتاب فعرض الفهرس واستعرض بعض الأسماء مجيباً على ما قد يدور بذهن القارئ من تساؤلات حول الكتاب.
وجاء في غلاف الكتاب: يضم هذا الكتاب نصوصاً لبعض من أبرز المفكرين والكتَّاب والنقاد والفنانين الغربيين الذين أسهموا في تأسيس وصياغة الحداثة الغربية على مدى الثلاث مائة عام الممتدة من منتصف القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين. هي نصوص تبلغ الستين نصاً وتمتد على مساحة معرفية تغطي حقولاً من الفلسفة إلى الفنون التشكيلية والموسيقية، ومن الأدب إلى علوم الاجتماع والنفس والتاريخ والسياسة وغيرها، لترسم ما يصفه الكتاب بمعالم الحداثة الغربية، وذلك في مسعى لتعريف القارئ العربي بتلك المعالم وبالنصوص ومؤلفيها ابتداءً بعصر ديكارت وسبينوزا، إلى عصر كارل بوبر وبيكاسو وغيرهم من مفكري الحداثة وكتّابها وفنانيها. الوجودية والواقعية والماركسية والرمزية والرومانسية والتكعيبية وغيرها ممثلة هنا في منتخب يجمع من خلال الترجمة بعضاً من أبرز ممثليها ليكون مرجعاً لمن يود التعرف على معالم الحداثة الغربية بتنوعها وضخامتها وعمق تأثيرها ليس على الغرب وحده وإنما على العالم. إنه كتاب يسعى لتمكين القارئ من الوقوف على النصوص نفسها والتعرف عليها ضمن سياقاتها الأوسع ومن خلال صلتها بعضها ببعض وذلك في مقدمات تعرّف بها وبالحداثة. وقد زوُّدت النصوص، فضلاً عن ذلك، بهوامش توضيحية توفر على القارئ الجهد في التعرف على بعض ما يرد في النصوص من إشارات.