بعد توجّهه برسالة تقديرية من حسابه الشخصي في موقع «تويتر» أوعزها القاص والروائي (عقل مناور الضميري) للفنانين التشكيليين, وحملت أمنية مُتضمّنه أنّه لو عادت الأيام إلى الوراء ورجعت به الدنيا من جديد, لدرسَ الفن التشكيلي, وكان تخصصه «الرسم» ولعمل معلمًا للتربية الفنية.
وحملت رسالة الضميري - الذي تقاعد «مديراً للإدارة المالية من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» بمرتبة وزير مفوض - تساؤلاً مشفوعاًَ بوصف «المعضلة» التي ستقف في طريقه الفني «تسويق الأعمال الفنية بيع لوحات الرّسم».
بدورها الثقافية تواصلت مع الضميري ملوّحة بأوراق (القصة والرواية) ما إن كانت لم تُعبّر بالشكل المطلوب عما يجيش في صدره, فأجاب: هذا ما دفعني لتلك العبارة المختصرة حول الفنون التشكيلية، ولعله يجيب على تساؤلاتكم وانتباهتكم اللطيفة حولها، فأقول: لأن الفن التشكيلي مُدهش في تخطّيه لكثير من الحواجز الكبيرة، كحاجز اللغة والزمن والنخب، لا تُعجزه الوسيلة.. يؤدي رسالته على صخرة أو قماش أو ورقة وعلى الخشب والمعدن، بالألوان والحفر والنحت والنقش، في المساكن والكهوف وسفوح الجبال، في المعابد والمدارس وقاعات المعارض والمتاحف..
هو خالدٌ معبرٌ جميلٌ ثريٌ مؤرخٌ موثِّق، يحقق جملة من المتع المعنوية المجردة بل وحتى الحسيّة المادية، يعطي الفرصة لكل الناس بفهمه وتذوقه.. كل بطريقته.
ترى اللوحة مرارًا وتخرج بانطباع غير الذي كان عند رؤيتك الأولى وتراها بعد سنين وقد يتغير الانطباع، كل ذلك واللوحة واحدة هي نفسها.
وتابع الضميري: الفن ليس عنصريًا خاصًا بفئة وطبقة بالمجتمع أو يستعصي على الفقراء إنتاجًا وإبداعاً، كما أنه ليس رخيصًا يقع تحت أقدام الأثرياء ليكونوا فنانين لمجرد إمكاناتهم المادية.. وهو أحد المتع التي تستحق السعي إليها والبحث في مادتها المعروضة ومبدعها وظروفها ورسالتها.. ناشرًا للمعرفة والذوق بسلطان التأمل.
يقود الذائقة ويرتقي بها في مختلف المجالات، من تصاميم المنازل وتنفيذها وتأثيثها إلى تخطيط المدن والحدائق والشوارع والأسواق، وفي عموم الصناعات والأزياء، بل وحتى الطعام إعداده وتقديمه وتنوعه وتسميته.. أعلامُ الدول وشعاراتها وعُملاتها وطوابعها لم يضعها سوى فنان يقدم بلاده للعالم بهذه الإبداعات الفنية الخالدة..
وعمومًا فإن جميع مظاهر الإبداع الإنساني في الآداب والثقافة والفنون تكبر في تكاملها وتراكمها بالمجتمعات وبالمحافظة على الموروث منها، والفن ضرورة كغيره من المعارف، يحتاج الرعاية والدعم والبرامج لتطويره ونشره وجعله ميسورًا للعامة في تعلمه وفهمه والاستفادة منه.
وعلينا الحرص على حمايته من التشويه والإهمال وسوء التوجيه أو بالاحتكار لدى شريحة أو فئة أو مدرسة ما وإقصاء الآخرين عن المساهمة في إنتاجه وتطويره..
لكل هذا تمنيت لو كنت فنانًا تشكيليًا يساهم في نشر الجمال ويعيشه ويخلّد ذكره بالعالم، فهل هذا شيء قليل ؟