مسعدة اليامي
الروائي حاتم حسين حاتم كاتب شق طريقه بروح المحب لقراءة الرواية منذ نعومة أظافره حتى يكون نتاجهُ الأول عبارة عن رواية تاريخية بعنوان شيوط, وهو يرى بذلك أنه ينتصر للهجات العربية ذات الأصول الحميرية.
شيوط العنوان في حد ذاتية غواية, ما سبب اختيارك للعنوان وهل كان ذلك بعد دراسة؟
سبب اختيار شيوط والتي تعني النار هي محاولة انتصار للهجات العربية ذات الأصول الحميرية أو السبائية والتي عانت وكافحت على مدار القرون من تهميش وعدم تداول رغم أنها تحمل في داخلها مدلولات نستطيع من خلالها رؤية الميثولوجيا والتاريخ اليمني بصورة أوضح.
) هل استمعت إلى آراء عن مخطوط روايتك شيوط قبل أن تفكر في طباعتها وما نوع تلك الآراء؟
- أكيد طبعاً، فلو أخذنا على سبيل المثال رواية مائة عام من العزلة للروائي الكولومبي جابرييل غارسيا والتي حاز من خلالها على جائزة نوبل للآداب 1982م والتي كتبها الراوي 19 مرة لوجدنا أنه السبب الرئيسي في ظهور روايته بشكل رائع هو الاستعانة بالآراء والنقد البناء وهذا بالطبع ما نهجته في روايتي.
) برأيك هل تختلف كتابة الرواية التاريخية عن الروايات الأخرى من حيث التخطيط والبناء ونوع القراءة؟
- نعم، فالرواية التاريخية تستند على وقائع تاريخية يجب أخذ بعين الاعتبار ظروف التاريخ وأدواته, لصنع رواية مقبولة وشيقة وممتعة وثرية بالمعلومات والسرد القصصي الملائم لتلك الحقبة من الزمن.
) ما هي الأسباب التي دفعتك إلى أن تكون بدايتك في الكتابة الروائية التاريخية التي تعد الأصعب؟
- ولعي بالتاريخ ومحاولتي إظهار تاريخ وميثاوجيا جنوب الجزيرة العربية وزعمي بأنها تحمل بداخلها ما يجعلها تضاهي باقي الحضارات من حيث الزخم التاريخي والأركلوجي.
) الطباعة عن مؤسسة ثقافية كالنادي الأدبي ماذا يعني لك كمبدع؟
- أولاً: أريد أن أشكر نادي نجران الأدبي برئاسة الأستاذ سعيد آل مرضمة (أبو مشهد) وصديقي وحبيبي الأستاذ سالم الصقور على تبنيهما هذا العمل وتذليل الصعاب والإيمان بهذا العمل الذي لم يكن لينجح لولا وقفاتهما التي تنم عن حس داخلي بالأصالة والثقافة.
ثانياً: وجود مؤسسات ترعى المفكرين والمبدعين هو أول لبنة لإنشاء شعب مثقف، لأن الثقافة صناعة ثقيلة وتحتاج إلى عقول تذلّل الصعاب للكاتب وتضعه بجانب المبدعين.
) ما أنواع الكتب التي تداوم على قراءتها حتى تكتب رواية تاريخية وكم المدة التي استغرقت في الكتابة؟
- بصراحة أنا قارئ منذ نعومة أظافري ولطالما كنت نهماً لمعرفة الكثير عمَّا أجهل وكنت أقرأ ولا أزال أقرأ ما يقع في يدي بالطبع مع مراعاة سيل الأفكار وامتدادها.
) هل ستتخذ ذلك منهجاً في كتابة رواياتك القادمة أم أن التنوع والاختلاف والواقع يفرض نفسهُ؟
- أساليب الكتابة كثيرة ومتنوّعة وتختلف باختلاف نوع الرواية وطبيعة القارئ ومعرفة الراوي، أصدقك القول بأني لا أعرف إلى الآن ولكني سأجتهد لأنتج عمل يرقى بالقارئ.
) لمن تقرأ من روائيين وظّفوا التاريخ في أعمالهم, وماذا استفدت من تلك القراءة؟
- لعلي قرأت للكثير من الروائيين من أبرزهم دان براون والذي تأثرت بأسلوبه الروائي لكني لم أقلّده بشكل واضح نظرياً, لطبيعتي المعرفية وحبي لتشكيل وجه روائي يخصني, وأكون معروفاً من خلاله.
) كيف رأيت قراءة الدكتور محمد المهري لروايتك في مجلة اليمامة؟
- الدكتور محمد المهري هو أولاً صديق وأخ كبير وقامة نقدية كبيرة في عمان والوطن العربية وكلماته مُحفز لي للمضي قدماً في صنع الثقافة والأدب.
) لكل كاتب رؤية وأهداف في مشواره الإبداعي, فما هي رؤيتك والأهداف التي تطمح إلى تحقيقها مستقبلاً؟
- أهدافي هي أن نكون في مصاف الأمم المتقدمة ثقافياً, ومعرفياً وصنع مجتمع يُفخر بثقافتهِ, ونحن نملك هذه المقومات وأحلم أن تتحقق في القريب العاجل.
) يُقال حتى تكون صحفياً حقيقياً عليك أن تقرأ عن ما يقل عن سبع ساعات في اليوم, فماذا عن من يريد أن يكون كاتب رواية؟
- الرواية مبنية على الخيال والخيال لا حدود له ولكي تكون روائياً ناجحاً عليك أن تبحر في الخيال فهو البحر الوحيد الذي لا يملك قيوداً ومن خلاله تستطيع أن تصنع الطريق نحو المعرفة العلمية لتشق طريقها في نهضة البشرية.
) ختاماً كيف ترى الحركة الروائية السعودية مع جائحة كورونا, وهل سنرى لك رواية في مضمار أدب العزلة الذي ظهر مع الحجر الصحي؟
- لطالما أقول: إن الإبداع دائماً يخرج من رحم المعاناة، وما مررنا به في جائحة كورونا كفيل بجعلنا نجلس مع أنفسنا, ونفكر فيما مضى بغيه تفادي الأخطاء, وإنتاج محتوى فكري مركز بعيد عن تشتيت الحياة ومفترقاتها, وصناعة الرواية في هذه الحقبة حتماً ستحمل طابعاً مختلفاً فريداً من نوعه, بقصص وأحداث فريدة من نوعها، والأدب السعودي سيكون له حتماً تجربة جميلة يحكي بها عن نفسه وسنرى أعمالاً جميلة في الأيام القادمة.