كتبوا .. كتبتَ .. فزدتَ عنهم باعا
ووقفتَ مُرْتجَلاً .. فزدتَ ذراعا
أمّا القريضُ فأنت فارسُه الذي
أسَرَ النفوسَ وشنّفَ الأسماعا
لله لِحْيتُك التي ابيضّتْ تُقَىً
وتوهّجتْ للواعدين شُعاعا
لله حَرفُك أنضجتْه عقيدةٌ
فانساب فيها نُصرةً ودِفاعا
فِكْرٌ كعَينِ الشمسِ ما التبستْ على
رَاءٍ، وَ رَأْيٌ لا يمُدُّ قِنَاعا
وَاعٍ أقمتَ على دَعِيٍّ حُجَةً
والوَعْيُ فَضْحُ من ادّعى وتَوَاعى
أدنى صفاتِك أنْ يُقالَ: مُثقّف ٌ
وأجلُّها: كان الأرقَّ طِبَاعا
هذي تجاربُك استقامتْ سُوقُها
والراغبون أتَوا إليك تِبَاعا
أخلصْتَها للوازنين سبائكاً
ونجَرْتَها للكائلين صُوَاعَا
(طيفان)؛ أنت و(ذاتُ شيءٍ) لا يُرَى
خَطَرَا رُؤَىً ، وتدفّقا إبداعا
في (أول الغيث) استثرتَ مشاعراً
تهمي، فتُنْبِتُ دوحةً وضِيَاعا
وامتدّ حَقْلٌ من نَضِيج قصائدٍ
يُغْري العُفاةَ ، ويُعجِبُ الزُّرَّاعا
فتركتَ خلفك ألْفَ ، ألفَيْ شاعرٍ
عطْشى إلى أوزانها وجِيَاعا
دُنْيَا دَعَاك غُرُورُها.. فنبذتَها
وبَريقُها .. فأبيتَ أنْ تنصاعا
ورضيتَ منها بيتَ شعرٍ ترتمي
فيه وتنفثُ عَبْرَه الأوجاعا
فَوَلْجتَ فيها ما أشدَّ عزيمةً !!
ورَحلتَ منها ما أخفّ متاعا !!
في ذمة الرحمن أنت ، ومن يكن
لذوي الخَصَاصة ملجأً .. ما ضاعا
** **
- د.مهدي أحمد حكمي