أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
خُذها على حذرٍ ولا تتحدَّها
فالزيتُ عندك والشرارةُ عندَها
هي فكرة خلَصت إليك من الكُوى
ونَوَتْ بعينِ الريحِ تقدح زندَها
تغري بك الشوقَ الطريَّ وتنتقي
لك من سطور الذكريات ألَدَّه
هي ما اعترى سبَأً وقد غفلت بها
عن شهوة الفأر المخرّبِ سدَّها
هي غيظ عنترةٍ على عبْسٍ وقد
تَـخِذَتْه في الخصبِ المجنَّحِ عبدَها
هي في فم ابن أبي ربيعة لفظة
ما كان نابِلُها ليُفْلِتَ هندَها
هي ذلك الشغَفُ الشقيُّ يجوسُ في
نفسي، ويغلبُ بالنعومةِ جندَها
***
يا شهريارَ العمرِ، هَبْ ليَ ليلةً
أخرى، لتكملَ شهرزادُك سردَها
فاللية الألفُ انقضتْ وعرائس الـ
آمالِ عندك لم تبارحْ مهدَها
وأنا اختلاجُ غمامةٍ منسيّةٍ
في الأفْقِ لم تُنضِجْ رياحُك رعدَها
فأَفِضْ عليَّ مدًى، لعلّ حقيقتي
لبياضِها المخذولِ تنجز وعدَها
فأنا البحارُ تكونُ ساعةَ جَزرِها
مغمومةً حتى تُعاوِدَ مدَّها
شغفًا بأن تهَبَ الحياة، وإنها
لـَحَفِيّةٌ ألّا تـُماطلَ عهدَها
***
يكفي اشتعالًا، إن جمرك مُنهَكٌ
وعجوز ليلكَ لن تؤدّبَ بَردَها
فاحْسُ الثمالةَ من مساءٍ خاثرٍ
واحضنْ فتاةَ الصمتِ واقرصْ خدَّها
واضحك لما يُبكي، وراقِصْ ليلةً
عرجاءَ، واحشدْ للمشاعر ضدَّها
خَرَزاتك انفرطتْ وليس يجيءُ من
أقصى المدينة من ينظِّمُ عِقدَها
فاسْقِ البساتينَ الإياسَ، فليس في
عزم العواصف أن تغيّـرَ جلدَها