سهوب بغدادي
شهدت العاصمة السويسرية مؤخراً فعاليات مؤتمر جنيف للتضامن العالمي لمواجهة فيروس كورونا، والّذي استضافته منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي يبرز فيه أهمية دور القيادات الدينية في مواجهة الجائحة، من خلال الخروج عن المألوف والمواعظ المسكوكة لتوجيه المجتمعات بما يتوافق مع الزمان والمكان والأحداث والملمات. فيما ظهر حضور رابطة العالم الإسلامي، حيث عكس أمين الرابطة معالي الدكتور محمد العيسى في مؤتمر جهود المملكة العربية السعودية في مواجهة الجائحة انطلاقاً من قيمنا الإسلامية، ومعاني الإنسانية الشاملة دون تفريق فيما يتضمن المساعدات المادية، والتجهيزات الطبية للمؤسسات الصحية، والمعونات الغذائية للفئات الضعيفة، ونشر الوعي الوقائي، إذ قامت المملكة خلال الأيام القليلة الماضية بالتبرع بمبلغ 20 مليون ريال سعودي بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لدعم مبادرة منظمة التعاون الإسلامي من أجل توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد لفئتي العاملين الصحيين وكبار السن في الدول الأعضاء الأقل نمواً، والتي يبلغ عددها 22 دولة.
ويأتي ذلك في إطار الدور الريادي الذي لعبته المملكة منذ بداية الجائحة سواء كان ذلك من خلال المساعدات المادية أو توفير الطواقم الطبية وتوفير الأكسجين للدول المتأثرة كالهند وغيرها. وفي ذات الوقت استضافت المملكة قمة مجموعة العشرين بغض النظر عن التحديات العالمية التي انبثقت من الجائحة، إلا أن موقف المملكة ودورها في إدارة الأزمات بحكمة أدى إلى نجاح القمة العالمية وعدم تأجيلها على غرار عدد من المناسبات العالمية في دول أخرى. إن هذا الأمر يدعو للتفكر في آلية القيادة التي تشمل عنصرين مهمين ألا وهما الاستراتيجية والدبلوماسية وتشمل المعاني المندرجة منهما كالدبلوماسية العامة بفروعها وأطرها المختلفة. فدور المملكة وكياناتها الفاعلة والحيوية يتجلى على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء، وتلك أحد أهم ركائز وأسس تقدم الدول وتصدرها المشهد العالمي. ندعو الله أن ينهي الجائحة على خير وبأسرع وقت وأقل ضرر، خاصة مع دعوة وزارة الصحة السعودية لأخذ اللقاح للوصول إلى المناعة الجماعية والتغلب على تداعيات الفيروس -بإذن الله-.