فدوى بنت سعد البواردي
يطرح البعض التساؤل التالي: هل أصبحت المرأة السعودية اليوم منافسة محلياً وعالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات..؟
والإجابة هي: بلا شك، المرأة السعودية أثبتت جدارتها في جميع المجالات سواء العلمية أو الأدبية. وفي مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، توجد بالمملكة العديد من الخبيرات في تلك المجالات، والعديد منهم يشغلون حالياً مناصب إدارية وقيادية في الجامعات ومراكز البحوث والهيئات السعودية المختلفة. ويوجد كذلك متخصصات في مجال الذكاء الاصطناعي في القانون والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني وغيرها من المجالات التقنية.
وكان العمل في مجال التقنية متاحاً للمرأة السعودية، في السابق ومنذ ما يقارب العشرين عاماً، ولكن كان مقتصراً على أماكن وقطاعات محدودة. أما الآن، ومع رؤية 2030، فإن المرأة في المملكة العربية السعودية تعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة. فقد صار النجاح لها أسرع، وكذلك قطاع العمل في مجال التقنية أصبح متاحاً بصورة أكبر وأشمل للمرأة السعودية، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. وأيضاً بعد تعديل بعض النصوص التي سمحت للمرأة السعودية بحرية التنقّل والسفر والعمل التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية بشكل كامل، زادت معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل بما فيها المجال التقني.
وقد حصلت المملكة العربية السعودية في عام 2020م على جائزة عالمية من خلال «برنامج تمكين المرأة» في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. وتمكين المرأة في هذا القطاع هو أحد التوجهات الإستراتيجية للمملكة من أجل تنمية القدرات والمهارات والمعارف الرقمية لدى الفتيات السعوديات.
وبلغت نسبة التحاق الطالبات في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات تقريباً 54 %، كما أن نسبة انضمام المرأة للعمل في قطاع الاتصالات زادت ووصلت إلى نحو 23 %، من خلال البرامج التي نفذتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وتفعيل دور المرأة السعودية في المجال التقني هو من خلال 5 مسارات: رفع الوعي، والمهارات الرقمية، والابتكار وريادة الأعمال، والتمكين في المناصب القيادية في القطاع، وزيادة التوظيف للكوادر النسائية في القطاع التقني.
وبالإضافة إلى الدراسة الجامعية داخل المملكة، توجد العديد من الشراكات بين بعض الجامعات العالمية الرائدة مع قطاعات العمل في المجال التقني في المملكة. وهذي الشراكات كانت داعمة في بناء أكاديميات تقنية، مثل «الأكاديمية السعودية الرقمية»، إحدى مبادرات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، لبناء القدرات الرقمية الوطنية في مجالات التقنية الحديثة. ويوجد كذلك «أكاديمية سدايا»، إحدى مبادرات الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لتقديم دورات تدريبية وورش عمل واستشارات، لرفع الوعي الرقمي لدى الجميع، طلبة وطالبات وعاملين وعاملات في مجال التقنية، وأيضاً لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، في العديد من مجالات التقنية ومنها علم البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها من علوم التقنية. ويوجد كذلك العديد من المعسكرات التدريبية المتخصصة في تعليم المطورات والمبرمجات السعوديات مثل «أكاديمية أبل» دعماً لجهود تمكين المرأة السعودية، وأيضاً مشاركة المرأة في مجال الأمن السيبراني من خلال «معسكر طويق 1000» التابع للاتحاد السعودي للأمن السيبراني للبرمجة والدرونز.
ومن الجدير بالذكر أنه قد ازدادت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل من 26 % في الربع الأول من عام 2020 إلى 31 % تقريباً في الربع الثالث من نفس العام. كما ازدادت نسبة مشاركة المرأة في مهن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات حتى وصلت إلى 22 % تقريباً، وبلغ إجمالي عدد النساء في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات تقريباً أكثر من 70 ألف امرأة، بهدف وصول النسبة إلى 50 % في سوق العمل التقني في الوطن الغالي، خلال السنوات القليلة القادمة، بمشيئة الله تعالى.
** **
- خبيرة تقنية وتخطيط إستراتيجي