أسست المؤسسات الصحفية السعودية مطلع ثمانينات القرن الماضي الشركة الوطنية الموحّدة للتوزيع بهدف توحيد جهود توزيع الصحف والإصدارات المطبوعة. بعدما كانت كل مؤسسة صحفية تمتلك أسطول خاص بها للتوزيع.. حمل مهمة التأسيس الأولى بنجاح.. الأستاذ خالد الحمد المالك رئيس هيئة الصحفيين السعوديين. فتولى التأسيس ووضع إستراتيجيات العمل.
فتعهد المؤسسون وهم المؤسسات الصحفية بتأسيس وبتبني الشركة الوطنية للتوزيع.. مؤكدين أن هدف الشركة ليس ربحياً.. بل ترشيد نفقات التوزيع ورفع كفاءة التوزيع وزيادة منافذ التوزيع وإنشاء كيان سعودي قوي تمتلكه المؤسسات الصحفية السعودية يهدف إلى توزيع الإصدارات المطبوعة إلى غالبية مدن وقرى المملكة..
أدت شركة التوزيع أدوار مهمة للمؤسسات الصحفية.. وباتت تمتلك أسطول قوي وخبير في التوزيع.. فإضافة إلى إصدارات المؤسسات الصحفية المالكة للشركة زاد نشاط الشركة الوطنية للتوزيع لتتولى توزيع إصدارات أخرى.. كما تولت الشركة مهمة نقل بريد وإرساليات المؤسسات الصحفية من المقار الرئيسية إلى الفروع والعكس.
مع مرور الأيام نظَّمت الشركة الوطنية للتوزيع بشكل أكبر وزادت منافذها التوزيعية وباتت تمتلك خبرات تراكمية مهمة في مجال التوزيع ونقل الإرساليات وتسليمها.. كما باتت تحقق الأرباح..
واليوم والمؤسسات الصحفية تعيش في مرحلة خاصة وتواجه عدة أزمات مالية بسبب انخفاض إيرادات الإعلان والتوزيع.
الشركة الوطنية للتوزيع واجهة أزمات.. وقررت إداراتها إغلاق غالبية منافذ التوزيع وإغلاق الفروع وتسريح الموظفين وبات من يرغب في اقتناء الصحيفة المطبوعة ورقياً لن يتمكن من ذلك لأن شركة التوزيع أغلقت منافذها التوزيعية..
التطوير
تقتضي المرحلة الحالية أن تتم المبادرة لتطوير الشركة الوطنية للتوزيع، فهي تمتلك فرصاً للتطوير أكثر بكثير من المؤسسات الصحفية.
وحيث إن غرض عمل الشركة الوطنية للتوزيع هو أحد أغراض البريد فعليه يجب أن يبادر ملاَّك الشركة بأن يكون نشاط الشركة بريدياً، لتكون شركة متخصصة لنقل وتوزيع البريد مثل الشركات البريدية العاملة حالياً، والتي يأتي في مقدمتها المؤسسة العامة للبريد السعودي.. فتذكر الأرقام الرسمية أن حجم سوق البريد في المملكة 6.4 مليار ريال.. فهذا رقم كبير جداً وحجم هذا السوق يتنامى بشكل كبير.. نظراً للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في زيادة الطلب للشراء عبر التطبيقات الإلكترونية مما يعطي دلالة أن السوق يحتاج إلى العديد من المستثمرين في مجال نقل الإرساليات..
الشركة الوطنية للتوزيع تمتلك الأسطول المتخصص بنقل الإرساليات وتمتلك الخبرات المناسبة لتكون واحدة من أهم الشركات العاملة في سوق البريد السعودي، بل وأكثرها نجاحاً.. وحين تقتحم الشركة الوطنية للتوزيع هذا المجال فهي ستحقق أرباحاً مالية أي أنها ستكون أحد الموارد المالية للمؤسسات الصحفية المالكة.. إضافة إلى أنها ستعيد فتح بعض منافذ التوزيع للصحف التي تم إغلاقها سابقاً..فهذه المرة لن يطلب من شركة التوزيع إيصال الصحف والمطبوعات إلى البقالات.. بل يتم بيعها في مقار فروع الشركة التي دورها الرئيسي تسليم البريد والإرساليات واستقبال العملاء.
عدة مكتسبات ستحققها الشركة الوطنية للتوزيع من هذا التحول المهم والأهم الحفاظ على وجود منافذ للإصدارات المطبوعة.
المرحلة القادمة للشركة يجب أن تكون مرحلة تطويرية، وتقوية الشركة والاستفادة من قوة وتنامي سوق البريد السعودي.
** **
- الرئيس التنفيذي لدار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية