واس - بولونيا:
أكَّد الأمين العام لمركز الحوار العالمي بفيينا الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر أنَّ الحوار العالمي لا يعني معرفة بعضنا البعض الآخر، وتعارفنا وتفاهمنا والرغبة في استكشاف أنفسنا والآخرين فحسب، إنما أيضًا احترام اختلافاتنا وقواسمنا المشتركة، والانفتاح على الآخرين، مشيرًا إلى أن مركز الحوار العالمي يشكِّل منصة حوار عالمية آمنة، يعبِّر من خلالها أتباع الأديان والثقافات عن أفكارهم وتصوراتهم وآرائهم، بما يضمن تعظيم عملية التفاهم والتواصل والتعاون مع الآخرين.
جاء ذلك خلال مشاركته أمس، بكلمة في جلسة حوار من أجل الحوار، التي أقيمت عقب افتتاح منتدى القيم الدينية الثامن لمجموعة العشرين (السلام بين أتباع الثقافات والتفاهم بين أتباع الأديان)، وتستضيفه مؤسسة البابا يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينية في مدينة بولونيا الإيطالية، تحت رعاية الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، خلال المدة من 12 - 14 سبتمبر 2021م، قُبيل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين، ويشارك في تنظيمه مركز الحوار العالمي.
وتناول ابن معمر مشاركة إحدى الفتيات السعوديات في برنامج كايسيد للزمالة الدولية في مؤتمر للشباب، نُظم بدعم من كايسيد بـ(قرطبة)، وجد فيه تجسيدًا لمهمة المركز في توظيف الحوار العالمي من أجل تعزيز القدرات الفردية والمؤسسية بهدف حشد جهود المجتمعات الدينية والثقافية وصانعي السياسات لمواجهة التحديات المحليّة والعالمية، مشددا على أهمية الحوار العالمي الذي يشكّل مجالاً أوسع للجهود المبذولة في سبيل تحقيق التنمية البشرية المستدامة، والذي أصبح ينحصر حاليًا إلى حدٍ كبيرٍ في إطار ما يسمّى بصنع السياسات، مؤكداً ضرورة تعزيز التواصل والمساندة بين القيادات والمنظمات الدينية والقِيمية وصانعي السياسات، الذي أصبحت الحاجة له شديدة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بالنظر إلى أنّ نحو 85 بالمئة من البشر لديهم قناعات دينية، مما يدعو إلى فهم وجهات نظرهم والعمل معها لمواجهة التحديات العالمية، فضلاً عن حيازة المنظمات الدينية مكانتها الدينية والأخلاقية، مؤكدًا أنه لا يمكن بذل أي جهد شامل أو مستدام على المستوى الشعبي -كمواجهة آثار تغير المناخ مثلاً- بعيدًا عن جهودها وطاقاتها، عادّاً أنه من المنطقي والطبيعي أن نرى تحالفًا ومساندة يجمعان بين القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات، والتعاون فيما بينها في سبيل تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
ودعا ابن معمر لإجراء الحوار والتواصل بين هذين المكوّنين النوعيين؛ ليتكاملا ويتعاونا معًا في مواجهة التحديات المتعددة التي تعصف بالبشرية.