فضل بن سعد البوعينين
نجحت منصة إحسان في إعادة هيكلة المشاركات الخيرية وتسهيل جمع التبرعات وفق آلية تقنية موثوقة تربط المتبرع مباشرة بالحالة المستهدفة بالدعم. استثمار التقنية في العمل الخيري من ثمرات رؤية 2030 التي ركزت على التحول الرقمي في جميع القطاعات، ومنها القطاع غير الربحي، الذي تطور بشكل سريع خلال فترة زمنية قصيرة. قد يكون للتحول الرقمي دور مهم في ذلك التطور، غير أن إستراتيجية تنمية القطاع وإعادة هيكلته ورفع مساهمته في الاقتصاد، ودعم القيادة للعمل الخيري عموماً، حقق كفاءة القطاع وزاد من فاعليته وعزز مشاركة الجميع في أعمال البر والخير.
برغم عمرها القصير، نجحت منصة إحسان في جمع مليار ريال، بعد أن قدّم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تبرعًا إضافيًا بمبلغ 10 ملايين ريال، يضاف لتبرعه السابق للمنصة خلال شهر رمضان الماضي. دعم وتمكين قطاع العمل الخيري من أولويات القيادة التي تسعى لمأسسة العمل الخيري، وجعله أكثر أمانا وموثوقية، وبما يسهم في مشاركة جميع فئات المجتمع في موارده المباركة.
التكامل مع الجهات الرسمية، والإشراف المباشر، وإيصال تبرعات المانحين مباشرة للحالات المستهدفة وبطريقة إلكترونية آمنة مكن المنصة من تحقيق نتائج متميزة في حجم التبرعات التي بلغت مليار ريال، وعدد المشاركين في عملياتها الخيرية، وسهولة إيصال أموال المانحين مستحقيها بثوان معدودات من خلال المدفوعات الإلكترونية والمنصة الرقمية الموثوقة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعظيم أثر البرامج الخيرية والخدمات التنموية وضمان إتساع نطاقها، ورفع عدد المشاركين فيها، واستدامة العمل الخيري.
تحولت المنصة من كونها وسيلة لإيصال التبرعات، إلى منظومة خيرية شاملة، معززة للتكافل والمشاركة المجتمعية، ونجحت في كسب ثقة المانحين، بشرائحهم المختلفة، وتمكنت من معالجة كثير من القضايا الحقوقية ومساعدة المعسرين والتفريج عنهم.
منظومة عصرية حاضنة للتكافل الاجتماعي، ومحفزة لسخاء المانحين، ومنَظِمة للعمل الخيري وفق قنوات آمنة وموثوقة عكست القيم الإنسانية للمملكة وقيادتها وشعبها، وأبرزت أهمية التحول الرقمي وتسخير التكنولوجيا لخدمة القطاع الخيري وفق رؤية حديثة متوافقة مع متطلبات العصر، ومعززة لدور المؤسسات الخيرية والتنموية عموما.
فبالإضافة إلى سهولة إيصال المساهمات المالية إلى مستحقيها، وبأعلى معدلات الأمان والموثوقية، أسهمت منصة إحسان في تعزيز قيم العمل الوطني والإنساني، وتعزيز دور المسؤولية المجتمعية، إضافة إلى توفيرها مجالات متنوعة للتبرع تغطي بشموليتها، العديد من جوانب العمل الخيري.
أجزم أن لمنصة إحسان، الفضل بعد الله، في إعادة هيكلة آليات العمل الخيري وفق متطلبات العصر، وأدواته الحديثه، وبما يحقق الأمن المالي والمشاركة المجتمعية، والتكامل بين الجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص، وبما يضمن الكفاءة، والاستدامة، والتطوير المستمر.
المملكة رائدة العمل الخيري والإنساني على المستوى العالمي، وأصبحت اليوم رائدة في استثمار التكنولوجيا في المجالات الخيرية، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا الله، ثم دعم القيادة، وبرنامج التحول الرقمي الذي انبثق عن رؤية 2030، والاستثمارات الحكومية النوعية في القطاع التقني، والجهود المتميزة التي تقوم بها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في الجانب الرقمي عموما، وخلقها منصة إحسان على وجه الخصوص، ومبادراتها الإنسانية والحملات الوطنية للعمل الخيري الرقمي.
مليار ريال، يقابلها مليارات الحسنات للمانحين والقائمين على المنصة والداعمين لها، ولكل من يعمل بإخلاص لخدمة وطنه وشعبه. قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.