سهوب بغدادي
فيما تتصاعد التظاهرات في عدد من الدول من أبرزها فرنسا وذلك احتجاجاً على التصاريح الصحية وحالات التحصين ضد فيروس كورونا، وفقاً لوكالة الأخبار الفرنسية، كذلك تظاهر آلاف الأتراك في إسطنبول، احتجاجاً على الأوامر الرسمية المتعلِّقة باللقاح والاختبارات وارتداء الكمامات، رداً على الإجراءات الحكومية الجديدة وحملة التطعيم. وهذا هو الحال في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، والآن برز الهاشتاق #سجلونا_غياب_مستحيل_نداوم في المملكة العربية السعودية، ضمن مطالبات بعض أهالي الطلاب -ربما عن جهل- بعودة الدراسة عن بعد ورفضهم إخضاع أبنائهم للقاح، في ظل بروز المطالب ووضوحها، تغيب المسببات والأسباب لتلك المطالب، فيجب على الكيانات الفعَّالة أن تستشف الدوافع لهذه المطالب، وإجراء مسح ديموغرافي ونفسي وما إلى ذلك لمعرفة الأسباب، وبالتالي الوقوف عليها وحلها أو التقليل من وطأتها تباعاً. فالرفض قد يكون نتيجة الخوف من تبعات اللقاح، أو من تهويل الآثار من خلال البروباجندا التي يروِّج لها العديد من معارضي اللقاح ونشر نظريات المؤامرة، من ثم استغلال الأوضاع للكسب والتربح بإصدار التصاريح المزيفة أو عرض الخدمات من الأماكن المحصورة على المحصنين مقابل مبلغ مادي وهكذا، ونستنبط من الوضع أن ردود الأفعال السلبية أمر معتاد وعالمي الحدوث إلا أن التصرف المنوط بتلك الردود يعد الأمر الأهم، فالتصرف الصحيح يتأتى عن دراسة نفسية واجتماعية وغيرها بهدف إيجاد الحلول بما يتوافق مع كل حالة على حدة في بعض الأحيان، فالبعض خائف على كبار السن من ذوي الطالب، والبعض الآخر خائف من تأثيرات اللقاح ومكوناته على نمو الطفل «حرام تعرض الطفل لهذه المواد» وفقاً للأمهات، إذ إن من دور وزارة الصحة أن تنشر الوعي بما يتوافق مع أعمار الطلبة وذويهم وأوضاعهم الاجتماعية، واحتواء مخاوفهم الحاضرة والمستقبلية بناءً من منظورين علمي ونفسي، ضمن جهودها المقدَّرة في محاصرة جائحة كورونا بنجاح.