الحقيقة أنه موهبة من رب العباد.. الشاعر أمره عجيب.. يكتب عن نفسه ومشاعره وخلجاته وألمه وفرحه.. لكنه لا يعلم أنه يلامس مشاعرنا ويترجمها، ويشرح ما نمر به بكل انسيابية منه وجمال!
كم مرة ضحكنا لبيت أعجبنا.. كم مرة بكينا لبيت أوجعنا.. كم مرة صفقنا بكل حرارة لقصيدة أو حتى بيت لجماله وأبداع كاتبه (أحيان نستغرب كيف من أتى بهذا الإبداع).. أقول للشعراء كونوا شعراء ولا شيء آخر...
ومضة..
على طاري سواليف المودة والسهر والتيه
أنا عندي من الماضي كلام ودي أتمه
مقاسيم الهوى ما تنصف المحروم مدري ليه
تماشي صادق النية وهي ما عندها ذمه
سلام الله على فايت غرامٍ خافقي مضنيه
بقى له في الحنايا ما يعلّ الحال ويسمّه
* الحنين للماضي.. هو رفيق السوء الملازم لي.
* كل الفاظ الشوق مرة.. الشوق لميت مر.. الشوق لمكان معين مر.. الشوق لغائب مر..
وكل ما يسلب من الإنسان وهو يعشقه مر..
* أسرف الشعراء في وصف العيون.. قديمًا وحديثًا، ولعل أول ما يشد الانتباه هو (العيون) وحركتها فهي تترجم كل أحاسيس البشر ولو اختلفت لغاتهم، لعل أجمل ما قرأت عن وصف العيون وإن اختلفت الأذواق ما كتبه غازي بن عون:
عينين حوراوين مدعوجتيني
سلهامهن واغضايهن يسب الألباب
يخشى اليا سلهم بهن بالهويني
نار الوجن تحرق مضاليل الأهداب
* المبدع (سعود بن عبدالله) سألوه ذات يوم عن أجمل بيت شعر قاله.. فأجاب:
أطير لك حمام البال وافقد كل ليلة سرب
يمسيه الورق في حضنه الدافي ويدفى به
قفلة..
ليت الندى اللي يليّن قاسيات الغصون
ما هو بـ ينسى القلوب اللي أنا أحبها
** **
هدب - كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية