لشعر التفعيلة جمهوره المحب له في الشعر الفصيح وصنوه الشعبي رغم قلة من برعوا فيه من الشعراء مقارنة بالشعر العمودي، ففي الخليج العربي تدين الأغنية في مواكبتها ورقيها وتحديدا في هذا اللون من الشعر للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر فائق عبدالجليل - رحمه الله والشاعر إبراهيم خفاجي - رحمه الله، أما في الشعر الفصيح فقد ظهرت ملامحه الأولى على يدي الشاعرين نازك الملائكة ( 1923م-2007م) وبدر شاكر السياب (1926م-1964م) وقد عرفت الشاعرة نازك الملائكة شعر التفعيلة بقولها: إنه شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قاعدة عروضية تضبط إيقاعه.
ومن أهم رموزه في الشعر الفصيح أمل دنقل وأدونيس ومحمود درويش وغيرهم، وقد طرح السؤال أعلاه على الشاعر عراب الساحة الشعبية ناصر السبيعي الذي قدم أرق قصائد التفعيلة بأصوات الفنانين ومنهم الفنان عبدالله الرويشد والفنانة نوال حيث علّق بقوله: شعر التفعيلة ارتبط في الخليج العربي بالذات بالأغنية لذلك بدأ بالانحسار بعد تحوّل الأغنية إلى الجملة اللحنية الواحدة وابتعادها عن الألحان المكبلة، مثال على ذلك أغنية (تذكّر) للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وذلك للتكلفة العالية في صناعة الأغنية كما أن لقصيدة شعر التفعيلة جمهورها العربي وليس الخليج فقط، لذلك نراها لازالت هي السائدة في مصر ولبنان والعراق وغيرهم أما في الخليج فمنذ البدايات ولازالت تُكتب على استحياء لعدم ارتباط غالبية الجمهور بها.
أما الشاعر والمستشار الإعلامي الدكتور محمد علي الحربي رئيس تحرير مجلات (فواصل، أبعاد، رؤى) ومساعد رئيس تحرير عكاظ سابقاً فقال: الذائقة الشعبية لدى غالبية الجمهور اعتادت على الشعر العمودي، والحضور المنبري الذي ساهم في انتشار القصيدة العامية كان تركيزه على الشعر العمودي، خاصة أن شعر التفعيلة ليس منبرياً ولا يمكن أن تجده لدى مروجي الشيلات التي تحظى بجماهيرية كبيرة، لذلك ربما هي مسألة عرض وطلب، إذا ما جزمنا بأن شعر التفعيلة نخبوي والعمودي جماهيري، سنكتشف الفارق الذي ربما يقودنا لإجابة السؤال، كما لا يفوتني أن أضيف للاسمين الكبيرين في سؤالك، الجميل الأنيق مسفر الدوسري شفاه الله.
وقال الشاعر المتميز والإعلامي سعيد آل منصور: ليس بالسهولة كتابة شعر التفعيلة لذلك لم ينجح فيه الكثير رغم إبداعهم «فصيح أو شعبي».. التفعيلة له تكنيك خاص وأراه بالسهل الممتنع.. أيضاً لم يجد له دعم وجماهيرية كما هو الشعبي وخوف الكثير من الشعراء خوض التجربة كان عائقاً آخر.. أيضا لا تزال مفاتيحه ومداخله ومخارجه يجهلها الكثير لأن مدرسة التفعيلة لم تحظى إلا بتجارب محدودة لم ترو عطش المتلهفين له أو تحرضهم لخوض التجربة.