واس - العلا:
تجذب الفنون الهندسية التي تميزت بها العلا، السياح من داخل المملكة وخارجها، لاكتشاف المعالم الأثرية التي تركها الإنسان منذ العصر الأول قبل الميلاد، ولا تزال قائمة بتفاصيلها الدقيقة حتى عصرنا الحالي. وتعد منطقة (الحجر) في محافظة العلا، الموقع السعودي الأول الذي أدرج ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي، لما تحويه من آثار واضحة لمدافن الدولة النبطية المنحوتة داخل الجبال، وزخرفت من الخارج بنقوش دقيقة، تحمل في طياتها شهادة عن حضارة عريقة في فنون العمارة. وما يلفت نظر الزوار إلى آثار (الحجر) هو حجم الحجارة الضخم التي نحتت وزينت لتصبح واجهة ورمزاً للدولة النبطية، إذ تحمل 95 مدفناً في الموقع من أصل 111 مدفناً في الموقع، ونقوشاً ورسومات ذات دلالات للحضارة النبطية. ويتعرّف السائحون خلال زيارتهم على بعض الشخصيات المدفونة في المقابر، فبعضها دونت كمقابر لمعالجين، وأخرى لشخصيات عسكرية، وثالثة لقادة، وعلى بوابة مدخل كل مدفن دونت عبارات ونقشت أشكال لحيوانات ذات دلالات للمعتقدات السائدة في تلك الحقبة الزمنية. وخلال الجولة، يمكن رؤية التكوينات الجيولوجية لطبيعة الجبال المنحوتة وعوامل التعرية التي شكّلت نتوءات على قممها، وكذلك تدرج ألوان الجبل من خلف المدافن. وقد أعلنت منصة (روح السعودية) محافظة العلا ضمن 11 وجهة سياحية شملها برنامج (صيف السعودية) تحت شعار (صيفنا على جوك)، ويستمر حتى نهاية شهر سبتمبر، ويعمل على توفير أكثر من 500 باقة سياحية تناسب المهتمين بالسفر واكتشاف الأماكن الجديدة في المملكة.