عمر إبراهيم الرشيد
من نافلة القول إن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وفي المملكة قطعاً، وإنها أصبحت ترتبط بنواح اجتماعية وبالترفيه النظيف حتى لو دخلها التعصب والمادة من البعض، لكنها في العموم تضبط المزاج الاجتماعي العام وتنسي هموم الحياة ولو برهة من الزمن. قبل أسبوعين تناولت هنا مسألة تشفير مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان، وتساءلت عن حاجة اتحاد القدم مستغرباً إقدام وزارة الرياضة أو حتى قبولها بهذا الأمر، وتساءلت هل كرة القدم لدينا لم تعد ايضاً لعبة الفقراء بسبب ذلك النقل الحصري عبر مجموعة إعلامية مبدأها الأول هو الربح، وأنا هنا لا ألقي باللائمة عليها لأنه لا عتب إلا مع العشم! إنما العتب كما قلت على وزارة الرياضة واتحاد القدم لامتداد هذا التشفير إلى مباريات منتخبنا الوطني وهو يخوض المنافسات المؤهلة لكأس العالم، ونعلم جميعاً أن هذه المسابقة هي حلم كل دولة لتأهل منتخبها للوصول إلى أكبر مسابقة في العالم، لأن هذا التجمع يتعدى مجال الرياضة إلى إبراز الدول المشاركة في جميع النواحي، فما حاجة وزارة الرياضة أو اتحاد القدم إلى عوائد بيع حق نقل مباريات المنتخب وحصرها في مجموعة إعلامية تعرفونها، وحرمان قنوات التلفزيون السعودي الرياضية من هذا الحق، وحرمان الجمهور من متابعة المنتخب وإجباره على الدفع من أجل المشاهدة!
قلت إن العتب من العشم وقد كتبت من قبل عن وزير الرياضة الأمير المهذب والمحترف إدارياً، وهو ليس بحاجة إلى مديحي لأن أعماله تشهد له منذ تسلم زمام الوزارة، ولذلك أهيب به لمراجعة هذه الخطوة وهو الذي غير الكثير من السلبيات وصحح الكثير من العلل في منظومة العمل الرياضي، فقد سلبت هذه الخطوة ألق مباريات الدوري ومتعة مشاهدتها، فما بالك بالمنتخب الذي مجرد خلو قنوات التلفزيون السعودي الرياضية (سبع قنوات!) من مباريات ممثل الوطن تعد معيبة لا تليق بنا ولا بوزارة الرياضة. هذا عتب كما قلت والعتب على قدر العشم ومن غيرة وطنية أقولها والله عليم بما في الصدور، وصدق من قال: إذا ذهب العتاب فليس ود - ويبقى الود ما بقي العتاب، إلى اللقاء.