عثمان بن حمد أباالخيل
. الإهمال وعدم التجاوب مع تلميحات النفس والجسم متعمقة عند الكثير من طبقات المجتمع، النفس والجسم وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصلهما عن بعضهما بعضًا، وكل له أسبابه، والتوازن مطلب ضروري للصحة العقلية والصحة الجسمية. والإنسان الكيّس هو الذي يحافظ عليهما، وأتعجّب من أناس يهتمون بالجماد سياراتهم حين تصاب بعطل ولا يهتمون بأنفسهم حين تعطيهم علامات المرض. ديننا الإسلامي اهتم بصحة الإنسان وأكد ضرورة الحفاظ عليها، وهناك آيات قرانيه تحثنا على ذلك، ومن ذلك قوله تعالى، {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} سورة البقرة 195، وقوله أيضًا عز وجل {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} سورة النساء آية 29. أمراض الجسم لا تأتي فجأة بل على مدى فترة زمنية بسب الإهمال والسلوك غير المسؤول، حينها نردد أصيب ذلك الإنسان بالمرض فجأة. إن قرار صحة الإنسان هو الذي يقررها ويتابعها بين فترة زمنية وأخرى، فعلاً صحتي قراري، وذلك بالفحص الشامل حيث يعتبر الفحص الصحي الشامل من الأمور المهمة جداً للجميع، والذي يعطيك قائمة طويلة بنتائج الفحوصات التي يتعامل معها الاستشاري بكل جدية، وعليك أنْ تقرر كيف تهتم بصحتك.
للأسف هناك الكثير من الناس الذين يخجلون من زيارة العيادات النفسية، فالنفس تتعب وتحتاج إلى العلاج من القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، الاضطرابات النفسية، الفوبيا، وليس هناك فروقات بين أعمار الإنسان، فالجميع معرض للمرض النفسي خصوصًا كبار السن، فهم أكثر عرضة حيث يشعرون بالانحطاط النفسي والحزن والشعور بأن الأشياء التي كانت تسرهم في الماضي لم تعد سارة لهم، كذلك الشعور بالغضب والانفعال العصبي أو الخمول، والحمد لله وزارة الصحة لديها الكثير من مستشفيات الصحة النفسية في المملكة، فهناك 21 مستشفى سعتها السريرية 4046 سريرًا، بالإضافة إلى 99 عيادة نفسية، و14 مستشفى متخصصًا تحت الإنشاء، وهناك العديد من المؤتمرات العلمية عن الخدمات المقدمة للصحة النفسية والمبنية على رؤية المملكة 2030.
تلفّت من حولك، تلفت من حولك وفي محيطك العائلي هناك من يكابر في مرضه الجسمي والنفسي ويؤجل قراره بالبحث عن سبل الشفاء، والله هو الشافي ورب العالمين يعالج أمراض النفوس والأبدان. شخصيًا عندي فوبيا المرتفعات وهناك الكثير منهم على شاكلتي، الشعور بالخوف والخفقان وتسارع ضربات القلب ببساطة العلاج سهل وبسيط ومتاح وهو دمج العلاج النفسي مع العلاج الدوائي. أقتبس (الشجاعة هي أن تعرف ما لا يجب الخوف منه) - أفلاطون. فيا من يتكاسل أو يؤجل الانتباه إلى صرخات جسمه وآهات نفسه لا تترد وتتأخر وحينها تدفع الثمن غالياً. الصحة تاج على رؤوس الأصحَّاء لا يراها إلا المرضى، ولأسف هناك من يملك من المال الكثير ولكن يفتقد إلى الصحة والعافية، فالمال دون صحة لا يفيد شيئًا، وقرار صحتك بين يديك.