عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة، استطاع منتخبنا الأول تحقيق العلامة الكاملة من جولتين، وأعتبرها بداية مثالية للأخضر في التصفيات الآسيوية الحاسمة للتأهل لمونديال الدوحة 2022 وبغض النظر عن كل ما يكتب ويقال عن المستوى والأداء الفني في مباراتي فيتنام وعمان مع احترامي للجميع، فإن النقاط هي الأهم في هذا المضمار، وهذه البداية المثالية تذكرني ببداية تصفيات 2018 عندما اقتنص الأخضر 6 نقاط في بداية مشواره أمام تايلند والعراق في سيناريو مشابه بنفس النظرة التشاؤمية التي كانت تركز على الأداء مع إهمال عامل النقاط، وفي نهاية المطاف وصل الأخضر لمونديال موسكو.
والحقيقة أن كل ما كان في المنتخب جميل جداً في الجولتين السابقتين أمام فيتنام وعمان، ولكن للأسف البعض ما زال يتمسك بالسخافات في ردة الفعل لاسيما في النقد الفني، والأسوأ التركيز على خطأ لاعب ما ومدح آخر بسبب الميول، وهذه الآفة تتغلغل في شارعنا الرياضي من قبل بعض الإعلاميين وبعض الجماهير، وهذا واضح للعيان، والسؤال: متى نعي وندرك أن الأخضر خط أحمر؟ لا يجوز اللعب فيه تحت وطأة الميول، وهل تختفي هذه الظاهرة البغيضة ونكون على قلب رجل واحد عندما يلعب منتخبنا؟.
حقيقة لا أعرف السبب وراء تجاهل البعض هذه الأزمة التي أدخلتنا في محطة التعصب السلبي وليس الإيجابي، لا مانع أن تكون هناك مناكفات بين الجماهير والإعلاميين في حلبة الأندية سواء في المنافسات المحلية أو الخارجية، ولكن أن يصل ذلك إلى منتخب الوطن فهنا يجب أن نقول بأعلى أصواتنا «عيب عيب عيب» ولنحاول العودة لحقبة الثمانينيات عندما يلعب منتخبنا، والتي تختفي فيه كافة الميول ويكون اليوم الذي يلعب فيه الأخضر حالة طوارئ من الحب والالتفاف لا فرق بين لاعب نصراوي ولا هلالي ولا اتحادي ولا أهلاوي ولا غيرهم، فكان الشعار آنذاك شعار اللون الواحد وهو لون الوطن الأخضر، والأهم متى تعود المسؤولية الذاتية للإعلام ونضع المصلحة العامة لمنتخبنا فوق كل الاعتبارات وكل الألوان؟ تعالوا نعود لماضينا الجميل الذي تحققت فيه للكرة السعودية أقوى وأكبر إنجازاتها، علماً أن تلك الفترة الزمنية للمنتخب كانت تعج بالنجوم، وهنا أقول ضعوا مصلحة الوطن فوق كل الميول حتى نساعد ونساند منتخبنا في الوصول إلى الدوحة، فالمنتخب بحاجة إلى الالتفاف وليس التفرقة.
نقاط للتأمل
-لا خلاف إطلاقاً أن هناك بعض الهفوات والأخطاء في بعض خطوط المنتخب، وكلها قابلة للنقاش والتحاور الايجابي الذي يساعد على تلافيها مستقبلاً، ولكن يجب ان تكون بعيون خضراء وليست بألوان الاندية، فكلنا المنتخب حتى آخر رمق.
-غريبة بعض قرارات اتحاد القارة الآسيوية لكرة القدم، ففي ظل السماح بحضور نسبة مقبولة من الجماهير لمباريات التصفيات المؤهلة لقطر 2022 يصدر قراراته التي تمنع حضور الجماهير لمباريات دور الـ 16 من دوري أبطال آسيا بالفعل تناقض غريب!.
-غداً تعود عجلة دوري MBS الأقوى والمثير ولكن الجميع يترقب اللقاءين المنتظرين لممثلي الوطن الهلال امام الاستقلال يوم الاثنين والنصر امام تراكتور يوم الثلاثاء القادمين، فبالتوفيق للعملاقين السعوديين آسيوياً، فالكل ينتظر تأهلاً مستحقاً يثبت علو كعب الكرة السعودية على الجميع في القارة.
خاتمة:
اللهم زدنا أمناً وأماناً في وطننا، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا توثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا، وأكرمنا بكرمك يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعاً عندما اتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.