وادي الدواسر - مبارك الدوسري:
تُشكّل صناعة الخوص في محافظة وادي الدواسر أهمية لدى نسائها كغيرها من مناطق ومحافظات المملكة التي تكثر بها زراعة النخيل، حتى أصبحت تلك المهنة واحدة من أهم الصناعات التقليدية التي لم تندثر، وما زالت تجد إقبالاً من أبناء وبنات المحافظة، لها طابعها الخاص وشغفها الملموس عند صانعيها ومقتنيها، يستخدمونها في كثير من احتياجات حياتهم اليومية، خاصة وأن حياتهم تلك ارتبطت بمكونات البيئة لديهم التي تكثر فيها زراعة النخيل المصدر الرئيس لصناعات الخوص.
وفي جولة قمنا بها في مهرجان التمور بالمحافظة المقام حالياً تحت شعار «وادي الخير.. تموره غير» شاهدنا العديد من النسوة التي يمارسنا تلك الصناعة ويقمنا ببيعها على زوار ومرتادي المهرجان من مختلف الجنسيات والأعمار، حيث أوضحت لنا نورة عبيد الدوسري في العقد السابع من عمرها أنها وأولادها يقومون بإحضار الخوص من مزرعتهم، ثم ينقعونه في الماء حتى يسهل تحويله إلى ما يعرف بالسفايف وهي على هيئة جدائل، ثم تقوم هي وبناتها بتشبيكه مع بعضه البعض وعمل اللازم منها سواء زنابيل أو مخارف الرطب أو الحصر وسفر الطعام.
فيما أشارت غزيل ناصر الدوسري ذات الثلاثين ربيعاً أنها تساعد أسرتها في دخلها المادي من خلال تلك الصناعة التي ورثتها من أمها، وأن ما تقوم به يجد إقبالاً من كثير من أسر المحافظة وخارجها، وأن بعض القطع تجد الإقبال في المواسم، ومنها المخارف التي تطلب وقت جني الرطب، والزنابيل وقت صرام النخيل، والمهفات «المراوح اليدوية» في الصيف.
وعلقت إحدى المعلمات التي جاءت لتشتري بعض القطع من أنها رغبت في اقتناء بعض تلك المشغولات للاستخدام اليومي بالمنزل، والبعض كديكور لمجلس يتخذ الطابع الشعبي لديهم، كما أنها وعائلتها ما بين حين وآخر يعشقون أن تكون موائدهم بطابع شعبي سواء في نوعية الأكلات أو الأواني التي تقدم فيها ومنها المصنوعة من الخوص.
بدوره أكد المشرف على المهرجان رئيس بلدية المحافظة صالح بن جري السليس، أن استقطابهم لتلك الحرفيات جاء للمحافظة على تراث المحافظة، وتشجيع الأسر التي تمارس تلك الصناعات، واستعادة بعض الصناعات الشعبية التي لا يزال هناك من يعشقها ويستخدمها في حياته اليومية، فضلاً عن تعريف الأجيال الحالية بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم وما يستخدمون في حياتهم اليومية من بيئتهم الزراعية.