سنان فنان يتمرن على الرسم كل يوم أمام بحيرة السعادة, يرسم لوحات فنية خلابة عن الطبيعة والجمال الحقيقي, وعندما تغرب الشمس يرسم لوحة معبرة عن مغيبها يخلط الألوان مع إحساسه كفنان مرهف، تظهر اللوحة وكأنها صورة فوتوغرافية, يعود إلى الدير يخرج له القس أنطوان الذي يشاهد كل يوم اللوحات التي رسمها, وهو لا يتكلم بل يتعامل بالإشارة, في غرفته الصغيرة المطلة على البحر, فيها شرفة صغيرة يجلس ليلاً يتأمل جمال القمر المنير, وفي ليلة من الليالي المنيرة شاهد فتاة صغيرة تلعب مع كلبها ويجري خلفها, وأمواج البحر المتلاطمة التي تنثر قطرات الماء عليهما, أعجبه المنظر أسرع إلى المنضدة يبحث عن ورقة بيضاء كبيرة ,وقلما من الرصاص الذي يرسم فيه اللوحة أدهشه المنظر الورقة أمامه ولا يراها، بدا الانفعال عليه اخذ يتمتم بينه وبين نفسه اخذ يضرب على رجله, وهو يبحث عن القلم والفرشاة يلتفت يمينا وشمالا بعثر كل أغراضه بدأت الأصوات تخرج من غرفته المظلمة والمعتمة الأضواء, جاءت لوشا وهي من الراهبات التي تعمل في الكنيسة فتحت عليه الباب أشارت إليه بهدوء فهمت من عصبيته انه يريد ورقة للرسم ,ناولته ورقة كبيرة أسرع إلى الشرفة رسم لوحة فنية عجيبة جسد جمال الكون والطبيعة فيها استقرت حالته بدأ يبتسم, وهو يتمتم بكلمات لا احد يعرفها.
خرجت لوشا من غرفته أخبرت القس أنطوان: سيدي الأعظم سنان يملك موهبة الرسم, وقد رسم لوحات فنية كبيرة معلقة على جدران غرفته, تفاجأ القس لم يكن يتوقع أن سنان يملك موهبة الرسم, وفي الصباح الباكر أخذه إلى المعهد البريطاني لتعليم الرسم التقيا بالسيد أندري مسؤول المعهد, طلب منه أن يرسم له لوحة فنية تعبر عن معاناته الشخصية, وعن طريق الإشارة, والتلميح.
رسم لوحة فنية رائعة الجمال, فيها سجين ممزق الثياب, مرمي على ارض السجن, مقيد اليدين والرجلين, ومقطوع اللسان, تأثر كثيرا بهذا الإحساس المؤلم الذي رسمه سنان، أشار إليه القس أنطوان بتحليل اللوحة, فتكلم.
** **
- مصطفى العارف