وكما أسلفت سابقاً إن العشوائية هي سمة أغلب البرامج المقدمة للأطفال.. ماذا عن الدراسات المتعلقة بالأطفال؟.
بما أن الهدف من البحث العلمي في بلادنا هو الحصول على درجة علمية فأعتقد أن زمن الدراسة ينتهي بانتهاء تقديمها. مما يعني قلة الدراسات المسحية الاجتماعية المتعقلة بالأطفال لدراسة واقع الحال، كما أنني بحكم خبرتي المتواضعة تربوياً، لم أطلع على دراسات عربية فردية أو لمؤسسات تربوية، أو مجموعة الباحثين استمرت لأكثر من سنة، أي أنه لا يوجد رصد أو متابعة على مستوى التغيير أو بيان ما آلت اليه الحال. وبحكم أننا أمام دراسات بشرية تتطلب المتابعة أكثر من التجريب.
فهل نحن على دراية نتيجة لبحث علمي استمر أكثر من عشر سنوات على سبيل المثال: ما تأثير البرنامج كذا على تكوين الاتجاه عند عينة البحث؟
ومع الأسف أغلب البرامج الإعلامية والترفيهية التي تقدم للأطفال مترجمة، والترجمة ليست دقيقة كما أنها تتبع المصدر المنتج وفقاً لثقافة وهدف المُنْتج.
والسؤال الخطير: أنحن على علم ودراية بحقيقة الأهداف المرجوة من وراء تلك البرامج؟.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن وسائل الاعلام تتنوع ما بين المسموع والمرئي والمقروء، نجد ان موضوع الأهداف المرجوة من وراء تلك الوسائل بعيدة المدى، وتكمن الخطورة الكبيرة في تدني مستوى الترجمة، وبالتالي عدم الانتباه إلى أن بعض العبارات والألفاظ لا يمكن أن تقدم للأطفال كما هي. بل يمكن أن تكون موجهة توجهاً تربوياً أو عقائدياً يزعزع مفاهيم الأطفال التربوية في مجتمعنا.
كما هالني تلك الترجمة على مستوى اللغة، فهناك برامج باللهجة المصرية المحكية وهناك باللهجة السورية، وأخرى باللهجة الخليجية، ويالهول المفردات التي يرزخ بها كاهل الطفل حين يسمع ويتابع البرامج المقدمة عبر الفضائيات، ناهيك عن أن تلك البرامج بالأصل ليست عربية المنشأ.
وبالمقابل لا أنتقص من قيمة البرامج المعدة محلياً للأطفال وهي تحترم منظومة القيم التربوية والأخلاقية الخاصة بفلسفة مجتمعاتنا.
أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين مما يصل إلى أطفالنا من خلال الإعلام.
** **
- د.زرياف المقداد