العابرون على منازِلِهم نسُوا
حقَّ الوقوفِ وفي المَسيرِ تحمَّسوا
ما عادتِ الأطلالُ تجْذبهُمْ لها
زفَرَتْ وما التَفَتَتْ إليها الأنْفُسُ
وقوافلُ الخُلْدِ المُزَيَّفِ أمْرُها
عَجَبٌ تجدُّ وبالخسارةِ تنْكسُ
وفمُ الحقيقةِ مُؤلِمٌ لكنّما الـ
ـحادي إذا أومَتْ أصَمُّ وأخْرسُ
تَبْلى الرِّكابُ وما انقَضَتْ أسْفارُها
والرّاحلون على المدى ما أوجَسوا
أضْغاثُ آمالٍ ودون سرابِها
يمحى الهوى ورؤى العزيمةِ تطمسُ
سبِخَتْ دروبُ الظّامئين وما لقوا
في مَهْمَهِ الأوْهامِ نبْعًا ينْبسُ
والظّاعنون ولو أقاموا صدْرَها
شَدّوا على كَفَنِ البِلى إذْ غَلّسوا
ما اسْتَوْقفتْ تلك المنازلُ رِحْلَةً
عمياءَ خطوتُها الأخيرةُ مَرْمَسُ
والذّارياتُ على رؤوسِ دَوَارِسٍ
حفظَتْ حكايةَ بَيْعِ سَفْرٍ أفْلسوا
** **
د. عبدالرحمن بن صالح الخميس - الرس