«الجزيرة» - أحمد العجلان:
لم تكن الظروف مناسبة، لقد قاتل ثم قاتل ثم قاتل حتى وصل.. هذا باختصار هو حال نجم المنتخب السعودي ونادي الهلال صالح الشهري، الذي بدأ حياته الكروية في النادي الأهلي ومثل المنتخبات السعودية في الفئات السنية وتنبأ له الكثير بمستقبل كبير لكن حصل مالم يكن في الحسبان، الفرص لم تتهيأ له بالشكل المطلوب في ظل تنافس قوي بين اللاعبين وحضور أجانب مميزين في خط الهجوم، حيث لم يجد الفرصة في الأهلي، ذهب للبرتغال وكان يحفر في الصخر واستفاد من تلك التجربة حتى عاد للسعودية وتحديداً في نادي الرائد، ولم يكن الخيار الأول لهجوم الرائد وكان يجد صعوبة في اللعب والتسجيل ولكنه استمر في القتال حتى استطاع الحصول على مركز أساسي في تشكيلة أحمر بريدة، حصل ذلك عام 2019 وحينها سجل في الدور الثاني من الدوري حوالي 14 هدفاً منها سوبر هاتريك في ناديه السابق الأهلي، ومنذ ذلك الوقت لفت الأنظار إليه ليكون هدف الهلال الذي تعاقد معه ليكون البديل الأول لبافيتمبي قوميز لاسيما وأن الفريق آنذاك يحتاج لمهاجم سعودي في دوري أبطال آسيا، ومنذ تعاقد الهلال معه أصبح الشهري هداف اللحظات الصعبة والحاسمة فعندما تضيق الأمور يكون الحل لدى صالح الذي بات هو اللاعب الأساسي مع إيري رينارد بالمنتخب الأول وحقق نجاحات ممتازة وننتظر منه المزيد.
يقول رئيس الرائد السابق عبدالعزيز التويجري الذي وقع مع صالح لثلاثة أعوام عام 2016 .. يقول كانت أسهل مفاوضات مع صالح لأنه كان يرغب باللعب ويبحث عن الفرصة وإثبات نفسه، وأضاف التويجري لـ«الجزيرة»: أنا سعيد جداً لنجاح صالح الشهري لأني لم أجد منه عندما كنت رئيساً للرائد إلا كل تقدير للنادي واحترام لمهنته وأخلاق فاضلة، وقال من خلال معرفة فصالح يملك والد ووالدة فاضلين والبيت أساس النجاح والتفوق، فالبيت الملتزم والمحافظ يظهر لنا أبناء ذوي أخلاق عالية واحترام لمهنتهم وإنتاجية عالية.
بينما يقول المدرب الوطني القدير خالد القروني: دربت صالح في منتخب الشباب ووجدت فيه اللاعب المنضبط والطموح أضف لذلك الخلق الرفيع، فصالح رجل مؤدب ومتربي ومن أسرة فاضلة تهتم بابنها، وأتذكر أن والده كان على اتصال بي يسأل عن ابنه ويتابعه من أجل أن يصل وشخصياً لا أرى أن بروزه تأخر فعمره تقريباً 27 عاماً وأمامه المزيد من الوقت لتقديم المزيد من الإبداع لأنه لاعب قناص ويقاتل على الفرصة، واعتبر القروني وجود الأجانب في الهلال ولعبهم كأساسيين دليل على ثقة صالح في نفسه وقال تخيل يستعين به المدرب خمس دقائق ويسجل ويفوز الفريق هذه لا تحصل إلا مع لاعب واثق من نفسه، ووجه القروني رسالته لصالح بالاستمرار بنفس الدافع والطموح والإصرار ليكون بتوفيق الله المهاجم الأول في الملاعب السعودية.