في برنامج «اللقاء» الذي يحسب تميزه «لإذاعة الرياض» حضرت المهنية جليًا بعيدًا عن السائد النمطي الممل في استضافة الشعراء حيث تنوّع الأسئلة وشموليتها وأهميتها بدقة موضوعية متناهية، فالمعد الأستاذ بندر الهاجري مستشار إعلامي ورئيس تحرير وكاتب محتوى، وكذلك الإعلامية الأستاذة هند عبدالرحمن معدة برامج «ومدرب معتمد» ومذيعة بارعة ومقدمة برنامج (اللقاء، وعلى الموعد)، واستطاعت كصاحبة تجربة متبلورة تماماً أن تجسّد اختزال فحوى اللقاء بتفرّد وتسلط الضوء بشمولية وتسبر أغوار الضيف في تنوّع المحاور بدءاً من تركيزها على أهمية الشعر الوطني وهو مُوثِّق الولاء والوفاء واللحمة الوطنية ووحدة الصف والكلمة امتداداً لأسئلة مواكبة تفعيلاً لمقولة -الرصد أولى خطوات العلاج- كنص سؤالها: (السوشل ميديا - وسائل التواصل الاجتماعي- هل تصنع شاعراً)؟!.. لتفتح أبواب الإجابات كتساؤلات حتى عند المستمعين في تفاعلهم الإيجابي مع محتوى اللقاء وعرّجت على طرح مُثير حول سرقة شعر كان ضيفها طرفًا فيها وبرغم الأسئلة المباغته القوية الجريئة في ثنايا اللقاء الرائع إلا أنه في جوانب منه لا يخلو من الأريحية والعفوية التي تنم عن ثقافة المستضيفة الشاملة في علم النفس والاجتماع بأسلوب -الضوء يكشف الظلام- وتحديداً إزالة اللبس حول العتب في غير محله من قبل بعض الشعراء (التشرّه) الذي يكتنف بعض القصائد ومغزى السؤال هو الحد منه كأمر دخيل على الشعر وهو ما لا يغب عن فطنة الشاعر عبدالرحمن أبالجيش في إجابته الواقعية استناداً إلى لسان حال الساحة الشعبية وفِي ثنايا اللقاء استطاعت المستضيفة الإعلامية المتميزة إعادة الشاعر إلى بعض قصائد الغزل القديمة الجميلة له حيث تجلى بقوله:
ما غيّرت باريس نهجك ومبداك
والعولمه ما سيطرت في ذهولك