شرفُ الزمان وشرفُ المكان، وعِظم المسؤولية عليهم، فهُم أبناؤنا وإخواننا وأحباؤنا، إنسانيتهم تسبق مهامهم المُلقاة على عاتقهم، يُشاركون في كل مجال، بدءًا من شرف خدمة ضُيوف الرحمن بكل جد وإخلاص وتفان أداء للواجب وابتغاء للأجر والمثوبة.. وامتداداً لإنسانية الحج، تجدهم بربوع المملكة إخواناً وخلاناً، للمُقيم قبل المواطن، وللزائر قبل غيره مُرشداً، وبوصلة أمان، يتسابقون على مُساعدة الكبير، والعناية بالصغير، ومد اليد للمحتاج والملهوف، وإرشاد للتائهين، والتخفيف من وطأة الخائف المُستجير بعد الله لهم، والتخفيف عنهم قدر المستطاع.
هكذا تتابعت معي المواقف، وسجلها كُل مُحب لهم، ليس في مكة وحسب، بل ويشهدُ الله، أني رأيتهم عن قُرب منذ حج عام 1434هـ بمقر (منى)، وكيف كانوا على قلب رجُل واحد، ليحفر بقلبي للآن أسماء أُناس (غالين على قلبي).. بل وفي طريقي لضبا من الرياض، وإلى جدة وأبها.. عدة مرات.. منها: عندما كُنت بالطريق ضالاً، ليرسم أبطالنا في كل طريقي رجل أمن يضرب لنا مثلاً رائعاً في التعامل، موزعين على الناس الابتسامة والتعامل المُتسم بالحنان، وكأنهم ملائكة يرون الخوف غير الظاهر على الناس، ليحملهم بكُل أمانة دورهم الإنساني النابع من الأخلاق الإسلامية والحُب والإنسانية، آخرها عندما ارتكبت خطأً غير مقصود، وتبدت الدنيا كاحلة لي عندما رأيت رجل أمن وجههُ يحمل عين اليقين للأمان..
وقد راجعت عيني اسمهُ على وسام صدره، دون أن أُميز رُتبته من شدة هلعي، عندما قابلته بشارع القطار حي الملك فيصل بالرياض، ليُعلمني الدرس بأدب أخوي، مُنبهاً إياي بكُل أمانة، لأتركهُ داعياً المولى حمايته وأمثاله، مؤكداً وزملاؤه لنا أنهم بأخلاقهم صور مُتنوعة للإنسانية التي يرجون من ورائها الأجر والثواب من عند الله تعالى. وكُلهم في ميادين القطاعات العسكرية على اختلاف تخصصاتهم صور إنسانية رائعة تُمثّل رجل الأمن السعودي بإخلاصه في العمل لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم تأدية لواجبه الإسلامي والإنساني، مُلبين نداء الوطن وهم حاملين أرواحهم ذوداً عنه، طالبين وجه الله الكريم.