فهد المطيويع
حقق منتخبنا ثلاث نقاط في أول مبارياته في مشوار تصفيات كأس العالم أمام فيتنام، والأمل يحدونا أن يفوز ويتحسن مستواه أمام منتخب عمان المنتشي بهزيمة منتخب اليابان، طبعًا مجموعة منتخبنا مجموعة صعبة وهذا ما يجعلنا نطالب بدعم جماهيري أكبر للمنتخب لتحقيق التأهل وترك التعصب والمناكفات باسم الأندية وشعاراتها، المباراة الأولى لم تكن مرضية بالشكل المطلوب ولكن الأهم أن يفوز المنتخب ويحقق النقاط الثلاث في مشوار كأس العالم بغض النظر عن المستوى على الأقل في الوقت الحالي، وهذه هي طبيعة البدايات. الدعم والتشجيع والوقوف مع المنتخب أمر طبيعي وأقل ما يمكن تقديمه لفريق الوطن، وهذا لا يعني أننا نطالب بوقف النقد وعدم إبداء وجهة النظر تجاه المنتخب ولاعبيه أو مدربه لأنهم ببساطة ليسوا فوق النقد، ولكن كل ما نطالب به هو النقد الموضوعي، نقد المحب الذي يفرح لفوز المنتخب ويحزن لهزيمته كما يحزن أكثر الجماهير لهزيمة فريقها أو أكثر من ذلك، أمام منتخب فيتنام انتقد المحللون أداء المنتخب في الشوط الأول وهم محقون، لأن الأداء لم يكن مرضيًا لأحد ولكن تغير الحال في الشوط الثاني وتحقق الفوز، وهذا هو الأهم، حاليًا أرى أن الخطر الأكبر على المنتخب بالإضافة لصعوبة المجموعة يأتي من المتعصبين ممن يرون المنتخب بشعار الأندية والميول! وبعد أن تفرغ أكثرهم لمهاجمة المنتخب ومحاربة لاعبيه، ولا أبالغ لو قلت إنهم أيضاً يتمنون هزيمة بسبب ميول الأندية!
أناس مرضى امتلأت قلوبهم بسواد التعصب والذي بسببه تحول أخضر الشعار إلى اللون الكحلي!
طبعًا المعاناة قديمة ومع هذا ما زال هؤلاء المتعصبون يتكاثرون ويتمددون في الوسط الرياضي والإعلامي والكثير من المنصات خاصة وأن المجال أصبح مفتوحًا (لكل من هب ودب) في أن ينشر سواد تعصبه في ظل سلبية اتحاد الكرة الذي لم يحرك ساكنًا تجاه هؤلاء المتعصبين وحماية المنتخب من هذه الفوضى والتسيب الإعلامي غير المبررة بحق أخضر الوطن، أصوات محبطة تحيط بلاعبي المنتخب وتنشر السلبية بتبريرات واهية وبذرائع مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان، أتمنى من اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤولية تجاه المنتخب وحماية لاعبيه من ضغط هؤلاء المتعصبين كإجراء ضروري بعد أن طفح الكيل وانتشرت السلبية وزادت معاناة اللاعبين، حتى المدرب رينارد لم يسلم من سهامهم لأنه اختار أكثر من لاعب من هذا النادي أو ذاك، يشتم لاعب الفريق المنافس لأنه أخطأ في إرجاع كرة ويمدح آخر لأنه جهز الهدف وهكذا دواليك منتخب تتقاذفه ألسن المتعصبين (والحسابة بتحسب) حتى أصبح لاعبي المنتخب محاطين بكمية من الرهبة والمعاناة (قبل وأثناء وبعد) كل مباراة ضغط نفسي كبير، وبعد كل هذا نطالب اللاعبين بتقديم كل ما لديهم!
على أي حال نتمنى أن تساعد الخبرة لاعبي المنتخب على تجاوز هذه المعاناة في ظل التغاضي المستغرب من اتحاد الكرة الذي وفر كل سبل الراحة والنجاح للمنتخب وأغفل الجانب السلبي لإفرازات التعصب والمتعصبين في وسطنا الرياضي.